الكتبي تستعرض «السياسات املنفردة لقطر»
الدوحة تنشر الفوضى.. و«حمد» حتركه عقدتان
اتهمت رئيسة مركز اإلمـارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، النظام القطري بتبني سياسات متناقضة مع توجهات املــنــظــومــة الـخـلـيـجـيـة، طـيـلـة العقدين املاضين، مؤكدة أن أمير قطر السابق حـمـد بــن خليفة آل ثـانـي مـنـذ وصوله إلى الحكم، إثر انقالبه على والـده عام ،1995 ا ّتجه ببالده، انطالقًا من عقد َتي صـغـر الـــدولـــة والـــخـــوف مــن اآلخرين، والـــطـــمـــوح الــشــخــصــي، إلــــى لــعــب دور إقليمي يفوق قدرات «الدولة الصغيرة». وأفــــــــادت الــكــتــبــي أن جـــــذور األزمــــة الــتــي انــدلــعــت فـــي الخامس مـــن يــونــيــو املـــاضـــي، بن قطر والرباعي العربي الـسـعـوديـة واإلمارات والــبــحــريــن ومصر، تــــــــــــمــــــــــــتــــــــــــد إلــــــــــــــى الــســيــاســات الــقــطــريــة املــنــفــردة الــقــائــمــة مــنــذ عام ،1995 التي تعبر في جوهرها عن «معضلة الدور وأزمة البقاء» لدى الدوحة. وأشارت خالل تقديمها كتاب «السياسات املنفردة: تقييم املخاطر السياسية للطموحات القطرية»، الــذي نـشـره املـركـز أخــيــرا، إلــى أن تلك السياسات أسـهـمـت فــي نـشـر الـفـوضـى فــي املـنـطـقـة، وتهديد االستقرار واألمـن الداخلي لدول الخليج ومنطقة الــشــرق األوســـــط، مــن خـــالل الــتــدخــل فــي الشؤون الداخلية للدول، ودعم «الفاعلن ما دون الدولة»، بما فيها امليليشيات املسلحة، موضحة أن دول الخليج ليست الوحيدة التي تأذت من السياسات القطرية بل هناك دول عربية عدة. وكان الكتاب قد خلص إلى أنه ال يتوقع نهاية ألزمة الدول األربع مع قطر، ما لم تحل «معضلة الدور» لـدى قطر؛ وهـي التي أنتجت سياساتها املنفردة والعدائية ضد الدول الخليجية والعربية. ويبرهن الكتاب على أن الخالف بن قطر والدول األربــــع املـقـاطـعـة لـيـس خــالفــًا فــي وجــهــات النظر السياسية، بل هو يتعلق بوجود الدول؛ إذ عملت قــــطــــر عــــلــــى اســـــتـــــهـــــداف أمن بعض دول املنطقة والتدخل فـي شــؤون دول أخــرى؛ كدعم املـــــعـــــارضـــــة الــــســــعــــوديــــة في لــنــدن واســتــقــطــاب مواطنن ســـــــــعـــــــــوديـــــــــن، ومـــــــســـــــانـــــــدة املـــجـــمـــوعـــات املــــعــــارضــــة في الــبــحــريــن، ودعــــم الجماعات املــــــســــــلــــــحــــــة فــــــــــي ســـــــــوريـــــــــة، والحوثين في شمال اليمن، وجــمــاعــة اإلخــــــوان املسلمن في مصر. ويــوضــح الـكـتـاب أن القضية مــع قـطـر ال تتعلق بالسيادة أو ســعــي الــــــدول األربــــــع إلى التدخل في شؤونها الداخلية أو الــتــأثــيــر فــــي سياساتها الخارجية، كما تزعم الدوحة، ويــدلــل عـلـى هـــذا بــالــقــول: إن مــنــظــومــة مــجــلــس التعاون لــــــــــــدول الــــخــــلــــيــــج العربية مــــــنــــــذ نـــــشـــــأتـــــهـــــا احـــــتـــــرمـــــت خــــصــــوصــــيــــات دولــــــهــــــا في عالقاتها اإلقليمية والدولية، كدولة الكويت ما قبل الغزو الــعــراقــي وسـلـطـنـة عــمــان، إال أن قـــطـــر تــــجــــاوزت األعــــــراف الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة والتقاليد الـسـيـاسـيـة، وانـتـهـكـت ميثاق «مجلس التعاون»، بتدخلها فــــــــي الـــــــــشـــــــــؤون الـــــداخـــــلـــــيـــــة لــــدول املــنــظــومــة واستهداف أمــنــهــا الـــداخـــلـــي ونسيجها االجتماعي.