oeuMF «Ë W{Ëd « Íb−

تـعـرضـت أحــد مـسـاجـد الـطـائـفـة الـصـوفـيـة فــي مـصـر يــوم الجمعة املاضي لهجمة إرهـابـيـة شبيهة بالهجمات الـتـي استقصدت مساجد الشيعة في اململكة قبل عامن.. رغم وجود فوارق كبرى تكتيكيا كعملية إرهابية متقنة.. إضافة إلـى القوة التدميرية والجاهزية التامة للمواجهة املباشرة مع رجـال األمــن، وقد قامت جماعة مـن مجندي تنظيم داعــش مكونة مـن مـا يـقـارب الــــ(03) رجــال باستهداف مسجد قرية الروضة شمالي سيناء.. وأسفر الهجوم عن استشهاد قرابة )300(ـلا شخص وجرح ما يزيد على ،)120( حيث أبرزت املقاطع عن قصدية القتل الوحشي.. وتعمد إيقاع أكبر قدر من القتلى والجرحى واإلجهاز على الناجن.. في هذه العملية التي استمرت أكثر من 20 دقيقة. بكل صـراحـة.. لم يكن لهذه العملية أن تتم بهذه الدموية و«الــجــرأة» لـوال قناعة تنظيم «داعـش» بنجاحها! خاصة بعد قيامه بعمليتن سابقتن كبلونتي اختبار لكافة مكون مجتمع سـيـنـاء الـشـعـبـي مـنـه والــحــكــومــي.. حــن اســتــهــدف فــي إحـــدى عملياته قـتـل )7( مسيحين في مدينة العريش شمالي سيناء مطلع هذا العام.. سبقتها بأيام ذبح اثنن من شيوخ الطائفة الصوفية أواخر العام املنصرم، ومن خالل احتماالت هاتن العمليتن تشجع التنظيم للقيام بما هو أكبر. تقوم منهجية تنظيم داعش على تشويه صورة اإلسالم في كل عملياته، وهذا ما استخدمه تحديدا حن كان ينفذ عملياته داخل اململكة منذ أن بدأها في عام 201٤ بحسينية للشيعة في قرية الدالوة باألحساء، تسببت في مقتل (٨) أشخاص وإصابة مثلهم، ثم أتبعها في عام 2015 تفجير مسجد بلدة القديح في محافظة القطيف، نتج عنه وفاة )1٩( شخصا وإصابة .)100( فظن التنظيم حينذاك أنه نجح في تنفيذ عملياته من الناحية التكتيكية.. لكنه صدم بعدم تحقيق ردة الفعل املطلوبة في أهم معاقل املجتمع الشيعي (األحساء/القطيف)، مما دفعه إلى معاودة الكرة بعدها بعدة أشهر.. في عملية أوسع استهدفت عددًا كبيرًا من املصلن داخل مسجد العنود بالدمام الذي يتسع )5000(ــل مصل أثناء صالة الجمعة، لكن يقظة رجال األمن واملصلن حالت دون دخول االنتحاري للمسجد، وإقدامه على تفجير نفسه في موقف للسيارات. وعليه نلحظ عــددا مـن نـقـاط االلـتـقـاء الـتـي تجمع بـن مـا حصل سابقا فـي اململكة وما يحصل حاليا في مصر من تشابه في الفكر اإلجرامي لتنظيم داعش وتصاعد عملياته اإلرهابية.. هدفها األهم التدرج في تسلل الشعور املحبط عند املواطنن عن ضعف أجهزة األمن الداخلي وكسر لهيبة الدولة واإلضرار بسمعة اململكة ومصر الخارجية بما يؤثر في تعطيل عجلة التنمية والعمل على إنهاكهما مما يسهل القضاء عليهما الحقا. وال يغفل عن بال أحد بأن هذا النوع من العمليات اإلرهابية تقوم في أساسها على ضرب اللحمة الوطنية وإذكـاء الـروح الطائفية وتأجيج الصراعات املذهبية في أوسـاط العامة من سكان تلك املناطق.. خاصة بعد أن فرشت له األرضية املناسبة لذلك وتم تعزيزه بشكل مستمر من مصدر غير خاف عنا طوال السنوات املاضية.. وعندما فشلت في تحريك الشارع الشيعي في السعودية نقلت فكرتها وأدواتها ومسرح عملياتها إلى مصر لتحريك الطائفة الصوفية ذات الثقل الحقيقي في املجتمع املصري بما يمثله من انتشار في كافة املحافظات وتقلد عدد من أتباعه مسؤولية الكثير من أجهزة املؤسسات الدينية والرسمية. وبالنسبة لقرب املمرات اآلمنة في اعتقادي فهو أهم نقاط االلتقاء اإلستراتيجية التي ال يمكن ألي متابع ملا يجري من أحداث تجاهلها.. وهذا االرتباط الوثيق في اختيار مناطق العمليات اإلرهابية للتنظيم باملمر اآلمن مهم جدا لعدة اعتبارات.. فاألحساء والقطيف مثال قريبة من قطر! أما قرية الروضة بسيناء فهي مرمى حجر من غـزة.. فخاصية قرب املمر اآلمــن وإن لم تسهل على تلك الجماعات الحصول على الدعم واإلمـــداد والتواصل وخيارات اللجوء اآلمن فيكفي بأنها باعثة ملشاعر النجاة لديها.. وهذه املزايا ال تتوفر في عمق بلد كبير كالسعودية ومصر أو أطرافهما. على كـل حــال.. العمليات اإلرهـابـيـة فشلت فشال ذريـعـا فـي تحقيق مبتغاها فـي اململكة وستفشل كذلك في مصر.. فغالبية الشعوب العربية اليوم أضحت تعي ما يدور حولها وما يحاك ضدها.. وأن ما يجري ال يرتبط بالشيعة أو الصوفية أو أي توجه ديني، كما أنها ال ترتبط بأي رابط إنساني أو دافع أخالقي محققا ملا يرجوه دعاة الفتنة الذين انطلقوا من منصات إعالمية ومنظمات مشبوهة سعت لتغيير واقع الشعوب تحت شعاري نشر الديمقراطية ومكافحة الفساد!! واملضي قدما في طريق دعم التنظيمات اإلرهابية املتطرفة ومطالبة الشعوب العربية االصـطـدام باألنظمة الحاكمة.. فما كـان لهؤالء الـدعـاة إال أن تعيش الواقع الفعلي الـذي تعيشه اليوم داخـل السجون وإدراج الفارين منهم في قائمة املطلوبن املطاردين حول العالم.