مساٍع فرنسية لفضح ممولي اإلرهاب
رأى مراقبون وسياسيون فرنسيون، أن دعوة الرئيس إيمانويل مـاكـرون إلــى تنظيم مؤتمر دولــي ملكافحة اإلرهـــاب وتجفيف منابع تمويله في أبريل ،2018 تؤكد مجددا اإلصرار الفرنسي على التصدي لهذه اآلفة، وكشف مموليها وفضحهم. واعتبر املراقبون أن ماكرون يريد كسر حاجز تهم التمويالت اإلرهــابــيــة املــوجــهــة لـبـعـض الــــــدول، مــؤكــديــن أن الــلــعــب على املكشوف صار حتمية املرحلة، وعلى الدول التي انخرطت في هــذه املـشـكـالت أن تـنـأى بنفسها، إذ إنــه ال نـاصـر لها غير أن تنتهج سياسة النأي بالنفس واالنخراط مع املجموعة الدولية ملحاربة اإلرهاب. وأكـــدوا أن اهتمام فرنسا بــدول الـشـرق األوســـط، كــان وال يزال أولوية السياسة الخارجية، إذ إن كل الرؤساء الذين مروا على قصر اإللـيـزيـه أظــهــروا ذلــك االهـتـمـام البالغ للخليج العربي، ولفتوا إلى أن ساركوزي التفت أكثر نحو قطر، وفتح االستثمار الـفـرنـسـي أمـــام األمــــوال الـقـطـريـة، وفــتــح مـعـه أيــضــا انتقادات شاسعة فـي األوســـاط الفرنسية، التي رفضت االستثناء الذي منحه سـاركـوزي للقطرين. بينما حــاول فرانسوا هوالند فك ذلك االستثناء والعودة للعالقة التاريخية مع السعودية التي تربطها بفرنسا عالقات تاريخية تعود لعهد املؤسس األول. وأوضــح املختصون أن ماكرون جـاء ليغير من عقيدة فرنسا تجاه الشرق األوسط ويمنحه اهتماما يجعله أكثر إستراتيجية بـالـنـسـبـة لــهــا. ورأى املــســتــشــار الــســابــق لــلــشــرق األوســـــط في الـكـيـدورسـي ومـؤسـس think-tank ومـركـز األبــحــاث كــاب مينا فرانسوا-عيسى، أن النهج األكثر صلة في العالقة التي يعتمدها اإلليزيه حاليا مع الشرق األوسط هي لعب دور الوسيط الفاعل فـي هــذه املنطقة، وقــال إن عقيدة مــاكــرون تتكون مـن الحوار مع جميع األطــراف الفاعلة في الشرق األوســط، لفرض نفسها كوسيط موثوق به في املنطقة.