Okaz

موقفنا ثابت من القدس.. فليخسأ املزايدون

- فهيم الحامد (جدة)

قضية القدس وفلسطني نشأت قبل عقود ماضية ومـواقـف اململكة الـعـربـيـ­ة الــســعــ­وديــة مــن والدة األزمــــة حـتـى الـلـحـظـة لــم تـتـغـيـر؛ بل أضـحـت الـسـعـودي­ـة هــي رأس الـحـربـة فــي الــدفــاع عــن قضية القدس وفلسطني عربيا وإساميا وعامليا، باعتبارها جوهر الصراع العربي اإلسرائيلي، فا يمكن أن يكون هناك سام عادل وشامل في املنطقة إال بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وال يكاد يمر اجتماع إسامي أو عاملي إال ونـرى املوقف السعودي يتصدر في دعم الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية املستقلة وعاصمتها الـقـدس الـشـريـف. وعقب اعتراف الـرئـيـس تـرمـب بـالـقـدس عـاصـمـة إلسـرائـيـ­ل واعــتــزا­مــه نـقـل سفارته إليها، تعاملت السعودية وفق واجباتها التاريخية واإلسامية تجاه قضية القدس باعتبارها قضية املسلمني األولى، وتجلى موقف خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز واضحا وصريحا في املكاملة التي أجراها معه الرئيس ترمب، وحذر خالها من العواقب الخطيرة ملثل هذه الخطوة غير املبررة وغير املسؤولة لقراره، فضا عـن كــون هــذا الـقـرار انحيازا كبيرا ضـد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والـثـابـت­ـة فـي الــقــدس. كما أن بـيـان الــديــوا­ن امللكي حدد املــوقــف الــســعــ­ودي بشكل واضـــح وشــفــاف عـنـدمـا أشـــار إلــى أن هذه الــخــطــ­وة، وإن كـانـت لــن تغير أو تـمـس الـحـقـوق الـثـابـتـ­ة واملصانة للشعب الفلسطيني فـي الـقـدس وغيرها مـن األراضـــي املحتلة، ولن تتمكن مــن فــرض واقــع جـديـد عليها، إال أنـهـا تمثل تـراجـعـا كبيرا فـي جـهـود الـدفـع بالعملية.. وهـنـا وضـعـت السعودية الـنـقـاط على الحروف تاركة وراءها املزايدين واملتاجرين بقضية املسلمني األولى يتشدقون بالشعارات الزائفة، وهـي ليست معنية بهم؛ ألنها تعلم نياتهم الحاقدة على القدس ومزايداتهم الحقيرة عليها منذ عقود. إن املزايدات على قضية القدس وقضايا األمة كبيرة، وصحوة املزايدين سياسيا، ورهان املتراهنني أصبحت مكشوفة للجميع، ولقد ظهرت البغضاء مـن أفواههم ومــا تخفي صـدورهـم أكـبـر. النظام اإليراني الـطـائـفـ­ي وإعــــام حـــزب الــلــه اإليـــران­ـــي وإعــــام ميليشيات الحوثي اإليرانية وإعــام الحمدين وحلفائهم وإعــام اإلســام السياسي في بعض الــدول.. لقد انفضحتم أمـام الشعوب العربية واإلسامية من حيث قصدتم أن تكونوا أكثر «إسامية» من اآلخـر، وأنتم مزايدون ومتاجرون بالقضية، وأنتم من أرباب املزايدة املؤدلجة، وذلك على حساب قضايا األمة لتحقيق أهداف طائفية وتدميرية لألمة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia