العرب يرفضون قرار ترمب
قال وزير الخارجية عادل الجبير في اجتماع لجنة مبادرة الــســام الـعـربـيـة الـــطـــارئ، الـــذي عـقـد بـمـقـر األمــانــة العامة للجامعة العربية بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية للدول األعضاء باللجنة برئاسة اململكة األردنية الهاشمية أمـس (السبت)، إن السعودية حــذرت من قبل بـأن أي إعان أمريكي بـشـأن الـقـدس يسبق الــوصــول إلــى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السام، ويجعلها أكثر تعقيدًا، كما أنه من شأن ذلك تقويض كل الجهود املبذولة في هذا الصدد، ويشكل استفزازا ملشاعر املسلمني حول العالم. واستنكر الجبير خطوة ترمب باعترافه بالقدس عاصمة إلسرائيل، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوات تشكل انحيازا فـي املـوقـف األمـريـكـي، وانتهاكا لــقــرارات الشرعية الدولية ذات الــصــلــة الــتــي تــؤكــد عــلــى أن الــقــدس الــشــرقــيــة جـــزء ال يتجزأ مـن األراضـــي املحتلة منذ عــام ،1967 مـؤكـدا أن كل اإلجــراءات واالنتهاكات اإلسرائيلية التي تستهدف مدينة الــقــدس الـشـرقـيـة ومـقـدسـاتـهـا وهـويـتـهـا وتركيباتها الديموغرافية الغية وباطلة، ومـن هـذا املنطلق فإن اململكة العربية السعودية تنوه باإلجماع الدولي الرافض لهذا القرار. وأضـــاف أن «مــوقــف الـسـعـوديـة مــن القضية الــفــلــســطــيــنــيــة يــضــعــهــا فـــــي أولـــــويـــــات سياساتها الخارجية منذ عهد املؤسس املــلــك عــبــدالــعــزيــز بـــن عــبــدالــرحــمــن آل سعود وحتى عهد امللك سلمان بن عبدالعزيز، وتوليها اهتماما خاصا باعتبارها قضية العرب واملسلمني األولى، وعليه فإن حكومة بادي تدعو من هذا املنبر اإلدارة األمريكية إلى التراجع عن قرارها وأن تنحاز لإلرادة الدولية في تمكني الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه املشروعة؛ أخــذًا في هـذا االعتبار أن هـذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس الـحـقـوق الثابتة للشعب الفلسطيني فــي القدس وغيرها من األراضي املحتلة، كما أنها لن تتمكن من فرض واقــع جـديـد على األرض، إال أنـهـا تمثل تـراجـعـا كبيرا في جهود الدفع بعملية السام وإخال املواقف األمريكية». من جهته، قـال وزيـر الخارجية الفلسطيني ريـاض املالكي، إن اعـتـراف ترمب بالقدس عاصمة إلسـرائـيـل انتهاك للشعب الفلسطيني وتقويض لعملية السام، فضا عن أنه يظهر االنــحــيــاز األمــريــكــي، األمـــر الـــذي يـجـردهـا مــن أهليتها في تبني عملية السام. وأضاف املالكي أن هذا االعتراف األمريكي بالقدس عاصمة إلسـرائـيـل سـتـكـون لــه تـداعـيـات عـلـى األمـــن واالســتــقــرار في املنطقة، معتبرا أن هذا القرار خطيئة كبيرة ارتكبتها اإلدارة األمـريـكـيــة. وأشـــار إلــى أن قـــرار الـرئـيـس األمــريــكــي دونالد ترمب فرصة ملـن يحاولون إثــارة حــرب دينية فـي املنطقة، داعيا املجموعة العربية في األمم املتحدة إلى إعداد مشروع قرار يقدم إلى مجلس األمن يرفض قرار ترمب. بدوره، قال وزير خارجية األردن أيمن الصفدي، إن القدس سـتـبـقـى عــاصــمــة فـلـسـطـني وهــــذه حـقـيـقـة ال يـنـقـص منها قــرار أحــادي مـرفـوض، بـاإلشـارة إلـى قــرار تـرمـب، مـؤكـدا أن املنطقة لن تنعم باألمن واالستقرار ما لم ينعم به الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه ال قضية أكثر قداسة من قضية القدس. وأضاف أن القدس قضية األردن والعرب املركزية، مؤكدا أن القدس فوق السياسة وال يمكن أن تظل املدينة املقدسة ساحة لظلم الفلسطينيني، معتبرا أن تفريغ القدس من املسلمني واملسيحيني جريمة ال بد للعالم أن يدينها. ورفض الصفدي اعتراف اإلدارة األمريكية بالقدس عاصمة إسرائيلية، معتبرا أن هذا القرار الغ، داعيا إلى مواجهة هذا القرار، بحيث يحد من تداعيات هذا القرار السلبية. داعيا إلى تشكيل وفد وزاري يتحرك على املستوى الدولي يعمل لحل الـصـراع على أســاس حـل الـدولـتـني على حــدود الرابع من يونيو. أما وزير الخارجية املصري سامح شكري فأكد أن التحول فـي املـوقـف األمريكي حيال الـقـدس كـان منافيا لقرارات مجلس األمن وجميع القرارات الدولية، معتبرا أنه جـرس إنــذار للعالم العربي واإلسـامـي، من شأنه أن يؤدي إلـــى االنــفــجــار فـــي األراضــــــي املــحــتــلــة. وعــبــر عـــن استنكار القاهرة لهذا القرار ورفضها االعتراف بهذا القرار املخالف لكل الـشـرائـع الـدولـيـة، مـؤكـدا أنــه على املجتمع الــدولــي أن يـتـحـمـل مـسـؤولـيـاتـه حــيــال مــا يــجــري فــي الــقــدس، مشيرا إلـــى أن اإلجــــــراءات اإلسـرائـيـلـيـة عـلـى األرض الفلسطينية إجراء ات أحادية الجانب ال يمكن القبول بها. من جهته، أكد أمني جامعة الـدول العربية أحمد أبوالغيط أن قرار اإلدارة األمريكية بشأن القدس مستنكر ومرفوض وال يمكن تبريره تــحــت أيـــة ذريــعــة أو بـــأي مــنــطــق، مــوضــحــا أن هـــذا القرار األمريكي باطل وما بني عليه باطل، مشددا على أن األوضاع في القدس ثابتة بقرارات أممية وبقرارات مجلس األمن. وأوضـح أبوالغيط، خال كلمته باالجتماع الطارئ لوزراء الخارجية الــعــرب، أن الــقــرار األمـريـكـي بـشـأن الـقـدس يدين الواليات املتحدة، ويشكك في دورهــا في تعزيز السام في املنطقة والعالم.