إعادة اكتشاف سامي والتمياط

شــاهــدت قـبـل أســبــوع تقريبا مقطعا مـنـقـوال مــن سـنـاب نواف التمياط، يظهر فيه إلـى جــوار رئيس هيئة الرياضة تركي آل الـشـيـخ، الــذي قــال لـه فـي حـديـث عـابـر وسـريـع ومقتضب: «شد حيلك لنراك قريبا في منصب آسيوي». كانت هذه أول إشارة جدية على أن آل الشيخ عازم على تحقيق وعـــده الـــذي قطعه مـنـذ عــدة أسـابـيـع لتحسني مـسـتـوى تمثيل السعودية فـي املؤسسات الرياضية القارية والـدولـيـة، والدفع بوجوه وأسماء جديدة لتمثيل اململكة في هذه املؤسسات، بعد أن أدرك آل الشيخ حقيقة مشكلتنا مع االتحاد اآلسيوي وخفوت الصوت السعودي في أروقته. ولــم تمض أيــام على انتشار هــذا املقطع إال وأعـلـن اتـحـاد كرة الــقــدم الــســعــودي عــن تـشـكـيـلـتـه الــجــديــدة الــتــي نـصـبـت نواف التمياط نائبا للرئيس، وضـمـت إلــى العضوية مجموعة من الوجوه الرياضية التي تلتحق بالعمل اإلداري ألول مرة، ومنهم الالعب السابق سامي الجابر، والذي أتوقع له نجاحا باهرا في العمل اإلداري، وأن يمثل اململكة خير تمثيل نظرا ملا يمتلكه الجابر من ذكاء فطري إضافة لتمتعه بمواهب عدة تحسن من فــرص نـجـاحـه، وإذا كــان الـجـابـر لــم ينجح فــي مهنة التدريب بسبب تسرعه واستعجاله الـبـروز والنجاح وبحثه عن أسهل الطرق وأقصرها لذلك، فإنني أرجو أن يكون هذا درسا وعبرة للجابر في تجربته الجديدة في اتحاد الكرة وفـي أي دور أو مهمة خارجية تسند له، وأنصحه بالصبر وطول النفس وعدم التسرع واالستعجال في بلوغ املناصب. شخصيا لم أعتبر الالعب سامي الجابر أسـطـورة كـرويـة، كما يحب بعض الهالليني أن يصفوه، لكنني أعتبره هو الخليفة الحقيقي لـلـقـيـادي الــفــذ عـبـدالـلـه الــدبــل رحــمــه الــلــه، بــشــرط أن يشتغل على نفسه جيدا ويقرأ جيدا التجارب الناجحة للذين سبقوه في املؤسسات الرياضية سواء من السعوديني أو غيرهم، وأعتقد أن عليه أن يمشي الطريق من أولـه وأن ينجح أوال في االتحاد السعودي لكرة القدم قبل أن ينظر إلى ما وراء الحدود، وكــم كـنـت أتـمـنـى لــو أن الـجـابـر خــاض مــن قـبـل تـجـربـة العمل اإلداري في نادي الهالل، فمن أسباب نجاح الكثير من القياديني الرياضيني هو امتالكهم تجربة ثرية ومتنوعة ومتدرجة في مجال عملهم. ومــا قلته عـن سامي الجابر ينسحب بشكل أو آخــر على بقية أعضاء االتحاد الجدد: نـواف التمياط وعمر باخشوين ولؤي السبيعي وحمزة إدريـس، الذين نتمنى لهم النجاح في العمل اإلداري، ونطالبهم بأن يكونوا على مستوى ثقة من اختارهم، وبمستوى تطلعات الــشــارع الـريـاضـي الـسـعـودي الــذي لطاملا تألم وهو يشاهد ضعف األداء اإلداري في املؤسسات الرياضية الــســعــوديــة، وهـــو األمــــر الــــذي انــعــكــس سـلـبـيـا عــلــى التمثيل

السعودي خارجيا.