…bO−*« WOÐdF «

أعــطــونــي ثـــورة عـربـيـة نـاجـحـة فــي عـصـرنـا الــحــديــﺚ، رغـــم أنــهــا في األساس ليست ثورات تهدف إلى رفع الظلم وتﺄسيس الحكم الرشيد، وإنما انقابات عسكرية أو خروج على الحاكم! خذ العراق مثا، والــذي نبتت من أرضـه بـذور هـذه االنقابات، فما زلت أتذكر ما قاله أحد العراقين قبل سنوات، من أنه عند االنقاب على عبداإلله عطلت املدارس والدوائر الحكومية وﻇل الشعب يرقﺺ فرحﴼ في الشوارع ملدة شهر كامل احتفاال بقيام الجمهورية، مضيفا أننا منذ ذلك اليوم وإلى هذه اللحظة فﺈن كل يوم جديد أشرقت شمسه على العراقين كــان أســوأ مـن الـيـوم الــذي قبله، ولــم نـعـرف أنـنـا كنا نرقﺺ على خراب بيوتنا، ولﻸسف فﺈن مقولته ﻇلت سارية املفعول منذ ذلك اليوم وإلى اﻵن.. في مصر كانت الدولة تضاهي الدول املتقدمة في عصرها، حيﺚ كانت ملكية شبه دستورية يرأس حكومتها زعيم حزبي وكانت في أزهى عصورها عندما انقلب مجموعة من الضباط على امللك وكرسوا الحكم العسكري في أبشع صــوره، وبالتالي فـﺈن شـعـارات القومية العربية لــم تـخـلـف لـنـا ســـوى هـزيـمـة سـاحـقـة ضــاعــت مـعـهـا سـيـنـاء والقدس والجوالن، وديكتاتوريات متعاقبة واقتصاد متهالك، وتكررت هذه النسخة بمقياس أصغر عند الثورات األخيرة التي تلتها. في الصومال خلف الخروج على سياد بري من قبل فارح عيديد بلدﴽ ممزقﴼ يعاني مـن الــويــات والــحــروب وتـحـول إلــى كـانـتـونـات قبلية ودينية فقيرة محتدمة الصراعات، والصورة تتكرر حاليﴼ وبالكربون في ليبيا واليمن. تصور أن ما يجري في اليمن من خروج سافر على الشرعية واقتتال طائفي وتفتيت للبلد وتدمير ملنجزاته يجري تحت مظلة الثورة، وهذا لﻸسف هو شﺄن كل ثوراتنا العربية التي ما تزال تحتل مساحة بانورامية في املخيال القومي العربي.