القصة في االستسهال واملباشرة
أكــــدت الــكــاتــبــة الــســرديــة هــنــاء حــجــازي أن الــقــصــة مـــن الــفــنــون غــيــر مـمـكـنـة الوصول للمتلقي عـبـر اإللــقــاء، مـوضـحـة لـــ «عكاظ» أن إشكالية كاتبات القصة في االستسهال واملـــــبـــــاشـــــرة، مـــشـــيـــرة إلــــــى أن فـــــن القصة القصيرة أصعب وأكثر تعقيدا من الرواية، مــا يــلــزم إلبـــداعـــه وإجـــادتـــه كــمــا هــائــال من القراءة املسبقة. ووجهت حجازي إلى بعض الكاتبات اللوم كونهن ال يــقــرأن، وقـراءتـهـن محصورة في فضاء التواصل، ويستجنب سريعًا إلطراء أو إعجاب نابع من مجاملة قارئ عادي، ودعت الــكــاتــبــات إلـــى الـــحـــذر مـــن الـــوقـــوع فـــي فخ املجامالت، ومنها كثرة الدعوات للملتقيات الــتــي ال تعني بــالــضــرورة أن مــن تــوجــه له الدعوة أهل للمشاركة وإثبات الذات. وقـالـت: بالطبع مـن يتعمق فـي الــقــراءة في مـخـتـلـف الــفــنــون يستطيع أن يـقـيـم نفسه، إال أن إحـدى املعضالت أن الضوء والشهرة تحفز كـثـيـرات وكثيرين إلــى اقـتـحـام أتون التأليف والنشر والكتابة دون وعي تام بما يترتب عليها من مسؤولية وإن بعد موت املؤلف، أو الكاتب كما وصفت. وتــــــــرى حـــــجـــــازي أن الـــخـــلـــط بـــــني الومضة والخاطرة والقصة وقصيدة النثر إشكالية نـقـاد، وليست إشكالية كتاب فقط، مضيفة «نحن بحاجة إلـــــى نـــاقـــد مــــوضــــوعــــي، ويكتب بـحـب وقـنـاعـة، وال يتحامل لحاجة فـي نفسه، وال يجامل ألهـــداف أو مطامع ذاتية». وأكـــــدت أن مـهـمـة املـــبـــدع الـحـقـيـقـي إتقانه ملــنــتــجــه وعـــلـــى الــنــقــاد تــصــنــيــف مـــا كتب، وأبدت حجازي تحفظها على كاتب يصنف نـــصـــه، ويـــحـــدد أن هــــذا عــمــلــه الــــروائــــي أو الــشــعــري أو الــقــصــصــي، إذ أن مسؤوليته اإلنتاج إن كان مبدعا فعليا، وخلق الدهشة، وتجاوز الذاتي بالكتابة النوعية املختلفة وغير املسبوقة. ونـــفـــت أن تـــكـــون وقـــعـــت فـــي فـــخ املحاباة لكونها أنثى، وتؤكد أن املــالم في املحاباة للمرأة الناقد وليست املــرأة الكاتبة، ودعت بــنــات جـنـسـهـا إلـــى الـــوعـــي بــأهــمــيــة إعداد الــــذات لـلـكـتـابـة واالعـــتـــداد بـالـتـجـربـة دون تعويل على كاتب مـادح أو قـادح، وتطلعت إلى قــراءة املــرأة والكاتبة بموضوعية دون مجاملة أو تحامل. وكشفت عن أملها لفقد النقاد النوعيني الذين يــضــيــئــون الــطــريــق، ويــنــصــحــون بقراءات نـــوعـــيـــة، الفـــتـــة إلـــــى أن نــاقــد الـــيـــوم ينافس املبدع، بل ويسبقه، عــــلــــمــــًا أن مهمة الناقد تابعة ملهمة املبدع.