Okaz

‪° «b{ ÍËULO Ë ‰ULA « »dŽ‬

-

حني وقع الرئيس األمريكي دونالد ترمب رسميﴼ على قرار نقل السفارة األمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس، إيذانﴼ باالعتراف بها عاصمة إلسرائيل، حينها لم يكن غضب إخواننا من عرب شمال الوطن العربي موجهﴼ إلــى مـن وقــع الـقـرار وال املستفيد منه أو مـن أيــده فقﻂ، بـل كان الغضب موجهﴼ نحو اململكة العربية السعودية تحديدﴽ وبشكل مكثف، وقد تفهمنا في بداية األمر هذه «الشرهة» على اململكة، كونها ثقل العالم اإلسالمي ومحورا مهما في السياسة العاملية، بل وبوصلة العالم العربي عند كـل مشكلة والقلب الحنون لكل مـن التجأ إليها، ولكن فهمنا بدا خاطئﴼ، فمن حـشـدوا الــرأي الـعـام فـي فلسطني وغيرها وأحــرقــو­ا صور ملوكنا وأهانوا رموزنا وشتمونا بأقذع األلفاظ أنفسهم أصحاب شعار «بالكيماوي يـا صــدام مـن الخفجي لـلـدمـام»، الـذيـن تمنوا لنا اإلبادة كشعوب واإلطاحة بأنﻈمتنا إبان غزو صدام حسني الغاشم للكويت عام ٠٩٩1، وهــم مـن وقــف مـع طاغية الــعــراق ضـد دول الخليج حـني كانت مـواقـفـهـ­م تنضح غــال وكــراهــي­ــة للخليج، وحــني أيـــدوا الــغــزو وانقلبوا علينا بعد أن تورمت أوداجهم وحساباتهم البنكية من خيرات الخليج وبتروله، وقابلوا «طيبة» شعوبه وأهله ونقاء هم بالنكران والجحود! للمملكة الـعـربـيـ­ة الـسـعـودي­ـة مــواقــف ال تنتﻈر أن يـعـتـرف بـهـا عمالء إيـران الصفوية، التي اتخذت القدس طريقﴼ لتمرير أجنداتها، وتنﻈيم الحمدين وأبــواقــ­ه وتدليس قـنـاة الـجـزيـرة وقــنــوات الـشـر املشابهة لها فــي الــهــدف واملـضـمـو­ن بــعــداء اململكة، فمواقفنا يسطرها الـتـاريـخ في أنصع صفحاته، بـدءﴽ باملواقف السياسية البطولية والنبيلة الرافضة ألي قرارات أو معاهدات ال تخدم القضية الفلسطينية، والسعي الحثيث إلثارة القضية في كل محفل ومناسبة سياسية كانت أو دينية أو حتى اجتماعية؛ ألنها باختصار قضيتنا! وثق املؤرخ السعودي محمد بن ناصر األسمري على صفحات «عكاظ» قبل يومني التضحيات امليدانية التي دفعها جنود هذا الوطن عام 1٩48 بأعداد تجاوزت الـ٠٠٢3 جندي سعودي، شاركوا في حروب عدة لتحرير فـلـسـطـني، بـــدءﴽ بـمـعـركـة بـيـت حــانــون ومــا تــالهــا مــن مــعــارك وبطوالت لهؤالء البواسل، واستشهاد أكثر من 3٧1 شهيدا، نعم هذه هي اململكة العربية السعودية بتضحياتها ومساعداتها وميزانياته­ا وتعميرها وتوظيفها للفلسطينين­ي وتقديمهم ومفاضلتهم على الـسـعـودي في كثير من املجاالت، فكيف نحتمل هذا الكم من اإلساء ات والشتائم وحرق علمنا وصور قادتنا؟ ألسنا بشرا ولدينا كرامة وصبر مصيره النفاد؟ ملاذا املزايدات على مواقفنا إزاء فلسطني، فصور القدس يا عرب الخيانات لــم تـسـك فـقـﻂ عـلـى عـمـالتـنـ­ا وفـــي بـيـوتـنـا ومــؤســسـ­ـاتــنــا، ولـــم نتخذها شعارات نستدر بها تأييدا أو تعاطفا أو قاعدة من املؤيدين املنافحني، كما تفعل بعض الدول.. القدس قضيتنا، ستجدها في تاريخنا ونضالنا ومواقفنا السياسية.. فهل يستطيع الحاقدون أن يجدوها في قلوبنا.. بالتأكيد ال، فمن يكره ال يستطيع أن يتلمس املحبة في سويداء القلب النقي… قلب السعودية النابض عروبة ونبل وشهامة! بقي أن أقــول يـا ســـادة.. وطننا غــال جــدﴽ وال يضاهيه قضية أو وطن، هو «قضيتنا» حني يتحالف الخونة باإلساءة له، ونحن جنوده حني تكون كلمة الحق رصاصة تخترق قالع الكذبة، فوطننا أوال وقبل

كل شيء!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia