قطر تعارض السينما في السعودية !

لـــســـنـــوات كـــــان الـــحـــديـــث عـــن افـــتـــتـــاح دور ســيــنــمــائــيــة في الـسـعـوديـة مـسـألـة شـائـكـة، وغـالـبـًا مــا تــواجــه بـعـاصـفـة من االتهامات بالتغريب واإلفساد والعمالة للصهيونية، وغير ذلك من ادعاءات مضحكة وغاية في السذاجة والتضليل نتيجة استالب الـوعـي الـعـام مـن قبل أسـاطـني الصحوة الظالمية أو شيوخ الفالشات، الذين كشفت األيام أنهم مجرد مرتزقة يخدمون أجندات حزبية وقوى إقليمية تعمل على إسقاط اململكة في الفوضى والدمار والتخلف إلى يوم يبعثون. بــاألمــس اختلف األمـــر تـمـامـا، واستقبل الـسـعـوديـون خبر زف السينما كـعـروس لـدعـم االقـتـصـاد الوطني بالترحيب واالحـتـفـال العاصف على الطريقة الشعبية الحديثة في وسوم تويتر.. تلك الوسوم التي كانت حتى وقت قريب جدا بؤرًا سوداء للتحريض على الوطن وإشاعة اإلحباط العام واستغالل الشعارات الدينية لضرب تسامح املجتمع ووحدته، وهو أمر ينبغي أن نتوقف عنده لنسأل أنفسنا ما السر في هذا االنقالب الكبير في الوعي الجمعي والرأي العام، وهل هو نتيجة لصحوة تنويرية اجتماعية كبرى من «الصحوة الظالمية» أو نتيجة لقطع رؤوس األفاعي التي كانت تبث الـسـمـوم مـدفـوعـة األجــر وتعمل على تـزويـر الـــرأي الـعـالـم بأالعيب أصبحت مكشوفة تماما وال تنطلي على أحد اليوم. قــبــل اإلجـــابـــة يــجــدر بــي أن أشــيــر إلـــى أن الــجــهــة الــوحــيــدة الــتــي أعلنت اعتراضها على السماح بافتتاح دور سينما في السعودية منذ األمس هي - ويا للعجب - «الصحافة القطرية الرسمية»، وهـذه ليست نكتة أو مبالغة، فقد أفردت صحيفة الوطن القطرية صفحة كاملة لألمر، وعنونتها بعبارات ناضحة بالصراخ والبكاء وشعارات تزييف الوعي العام، التي قذفها السعوديون خلف ظهورهم منذ عامني، وهـم في رحلة انطالقهم للمستقبل لتحقيق رؤية ٠3٠٢، ولنا أن نتخيل كيف أن الصحف القطرية التي تالصق مبانيها عددا من أشهر املالهي الليلية ومتاجر الخمور في العالم العربي تتحول إلى صحف «محتسبة» فجأة لنفهم الحكاية. مــا حــدث فــي الـسـعـوديـة بـاخـتـصـار شــديــد، هــو أن الحملة األمـنـيـة التي أطاحت قبل أشهر قليلة بالخاليا القطرية في الداخل، أسقطت بشكل تام املشروع الصحوي اإلخواني التآمري على الوطن ومستقبله.. ذلك املشروع الخبيث الــذي كـان يزيف الوعي االجتماعي عبر مجموعة من املشاهير املرتزقة في شبكات التواصل االجتماعي وبعض وسائل اإلعالم، وهو ما اضطر السياسي القطري للخروج في صحافته وحيدا عاريا من مالبسه التنكرية، ملـمـارسـة الـــدور الـــذي كـانـت تـمـارسـه خــاليــاه االرتــزاقــيــة داخل املجتمع السعودي. أيضا ال بـد مـن اإلشـــارة إلــى االرتــفــاع املبهر فـي نسبة الـوعـي الـعـام لدى الجيل السعودي الجديد، الذي وقف صفًا واحدًا إلفشال مخططات العدو والدفاع عن مشاريع التحديث الوطنية، للوصول بالبالد إلى عنان السماء الذي هو حد طموح عراب رؤية ٠3٠٢ امللهم الكبير محمد بن سلمان.