Okaz

مع بن علوي أم مع باسيل ؟

-

فــي االجــتــم­ــاع الـــذي خصصته الـجـامـعـ­ة الـعـربـيـ­ة لبحث مــوضــوع نـقـل السفارة األمريكية إلى القدس، انفجر كالعادة طوفان الخطب العصماء فطلب رئيس الوفد العماني الوزير الخبير يوسف بن علوي املايكرفون وارتجل حديثا مهما قال فيه إنه استمع إلى جميع الخطب باهتمام ولكن الجامعة العربية ليست مسجدا، بل هي مكان للعمل السياسي والسؤال األساسي الذي البد من طرحه: هل توجد خطة عمل أو خريطة طريق موحدة ومتفق عليها ملواجهة هـذا الـقـرار، لقد حـرص بن علوي على أن ال ينتقد ما أسماه بـ ( كثرة الكالم ) ولكنه أشار بطريقة واضحة أن كل ذلك عديم الفائدة وأن الفلسطينين­ي والعرب أصحاب حق والحق ال ينكره أحد وأغلب دول العالم تقف إلى جوار هذا الحق لذلك بإمكان الفلسطينين­ي والعرب أن يقوموا بخطوات أكثر جــدوى، مثل التأكيد على بقية دول العالم أال تتخذ قرارا شبيها بالقرار الفلسطيني والطلب من الدول املؤيدة للحق الفلسطيني بأن تفتح سفارات لدولة فلسطني في القدس الشرقية وأن يتم التعامل مع الوفود األمريكية والوسطاء األمريكيني في عملية السالم بطريقة مختلفة سواء من قبل الفلسطينين­ي أو من قبل بقية الدول العربية ويكون ذلك بناء على خريطة طريق متفق عليها. وعلى الجانب اآلخر ألقى رئيس الوفد اللبناني الوزير باسيل خطابا عروبيا رنانا أعجب بعض الصحفيني في القاعة طالب خالله بفرض عقوبات اقتصادية على الواليات املتحدة !..هكذا بال رحمة.. دون أن يفكر معالي الوزير أن الناس في لبنان اليوم يعتمدون على الــدوالر األمريكي في شـراء حاجاتهم اليومية وال يرد ذكر الليرة اللبنانية في أحاديثهم إال نادرا.. لقد كانت نبرة صوت مليئة باإلصرار إلى درجة أنك يمكن أن تنسى بأن أغلب البنوك اللبنانية اليوم تحت مجهر العقوبات األمريكية وأنها تقدم كشوفاتها بني وقت وآخر كي تتفادى العقوبات االقتصادية األمريكية، أو بصورة أدق كي تخفف منها.. فمن الذي بإمكانه أن يعاقب اآلخر ؟.. إال إذا كان الوزير باسيل يريد من بقية الدول العربية أن تعاقب الواليات املتحدة اقتصاديا وتستثني بالده التي جاء ليمثلها من هذه املعركة حتى تنتصر الليرة على دوالر العم سام .! والـيـوم يجد العرب والفلسطيني­ون أنفسهم أمــام خطابني واضـحـني.. األول هو خطاب بن علوي الــذي يقوم على مراجعة اإلمكانات ووسائل الضغط املتوفرة واستخدامها بشكل مــدروس ومتفق عليه.. والخطاب الثاني هو خطاب باسيل الــرنــان الـــذي يـطـرب األذان ويــتــردد صـــداه بــني الــجــدرا­ن ويـجـد الصحفيون في ثناياه ألف عنوان وعنوان ولكنه غير قابل للتحقيق، ألنه مصمم أساسا الستدرار اإلعجاب والتصفيق .!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia