النقاد: الروايات ال تخضع للتصنيف.. وأسلوب املباشرة ورط الروائيني
يرفض النقاد فكرة تصنيف الرواية بكل أشكالها، مشددين على أن الرواية عمل فني إبداعي ال يخضع لعملية التصنيف، مشيرين إلى أن هناك قواعد وأسسا يستند إليها. ويؤكد الناقد معجب العدواني أن الرواية ال تصنف، مبينا أنها ال تخضع للتصنيف األخــالقــي، وإنــمــا تخضع ملقاييس أدبية كطريقة الكتابة والطرح ووجود قواعد الرواية الحقيقية. ورأى الــعــدوانــي أن حـكـم املـجـتـمـع عـلـى بـعـض الـــروايـــات يعتبر إشـهـارا لها، وستزيد مـن مبيعاتها وإقـبـال الـنـاس عليها، حتى ولو تم منعها من األسواق. الفتا إلى أن النقاد على مدار التاريخ العربي ال ينظرون للجانب األخالقي، بدليل وجـود روايــات وكتب وقصائد فيها خـروج عن النص عبر التاريخ العربي ومع ذلك لم تقم على األسس األخالقية مثل بعض قصائد أبي نواس والنابغة وغيرهما. ويستحضر الــعــدوانــي وجـــود تـوصـيـف لـلـعـالقـات الــزوجــيــة في الــقــرآن الـكـريـم والـسـنـة النبوية لكن بـطـرح عــال وتعابير راقية، مؤكدا أن األديب يستطيع إيصال رسالته من خالل اإليحاء ات غير املباشرة. ويبرر الدكتور معجب بعض املواقف الجماهيرية من الروايات بــســبــب مــبــاشــرة الـــصـــور مــمــا يـــــؤدي التـــخـــاذ مــوقــف ســلــبــي من الـجـمـاهـيـر، مـفـضـال أن يـتـم اســتــخــدام الــصــور واإليـــحـــاءات غير املباشرة بالكتابة. وشـــدد عـلـى أن الـــروائـــي ال يـمـكـن أن يـتـجـاهـل أســســا فــي الحياة كالصراع بن الخير والشر، لذلك يضطر الروائي للكتابة في كل مناحي الحياة بما فيها العالقات الزوجية، شريطة أن يستخدم األسـلـوب غير املباشر، وهــو فـي النهاية أمــر يعتمد على طريقة الصياغة الفنية. وخــلــص الـــعـــدوانـــي إلــــى أن الــكــاتــب فـــي حــــال تـــجـــاوز املحاذير والتزم باملعايير الفنية فإنه قـادر على تجاوز مطبات املحاذير االجتماعية والغضبة الشعبية. وال يبتعد الناقد سلطان القحطاني في رؤيته عن العدواني، إذ يشدد على أن الـروايـة ال تخضع ملقاييس اجتماعية، لكنه يرى أن هذه التصنيفات قائمة بسبب الصراعات مع بعض التيارات الفكرية املختلفة. ويــؤكــد القحطاني أن الــروايــة يـجـب أن تـجـد فيها كــل شــيء من نواحي الحياة، لكن شريطة أن ال تكون بطريقة فجة ومباشرة، فالروائي يجب أن يعرف املحاذير. ويــرى الدكتور سلطان أن املشكلة في اقتحام بعض الـدخـالء أو كتاب القصة القصيرة لعالم الرواية، مشددا على أن القلة فقط من يجيدون كتابة الرواية ممن يملكون النفس الطويل. وأفـاد القحطاني بأن هناك قواعد تقوم عليها الرواية كالنسيج وتـــوازن الشخصيات والـبـطـل األحـــادي والـثـنـائـي وعــقــدة ويبدأ بحلها، والنهايات املفتوحة واملغلقة. وأبـــان القحطاني أن الــروائــي الــحــاذق مــن يبطن الــكــالم ويجبر املجتمع على احترام ما يكتبه، الفتا إلى أن البعض ال يفرق بن كتابة الرواية واملذكرات الخاصة. وأشــــار إلــى أن املـجـتـمـع لـيـس لــديــه األســـس والــقــواعــد واملعايير واألدوات التي يقيم على أسسها الروايات، بخالف الناقد املختص، ومع ذلك فإن الروائي يجب أن ينظر لكل قـارئ لروايته على أنه ناقد ويأخذ بكالمه في عن االعتبار.