قصة اللوحة
عبدة في الصالون أحـــــدق فـــي وجـــــوه الـــنـــســـاء، طــلــبــاتــهــن، رجــائــهــن من العامالت أن يكون الشكل طبيعيا! الصغيرة التي تريد أن تكبر.. لاذا العجلة؟ الكبيرة التي تصر أن تصغر ألم تتعب؟ ما أصعب أن يلفظ الرء حاضره! على الــجــدران سـعـاد حسني، مـارلـني مــونــرو، صوفيا لـــوريـــن وغــيــرهــن مـــن الـــحـــســـنـــاوات، بــطــالت قوميات لــالهــثــات خــلــف الـــجـــمـــال.. شــريــكــات دون أن يشعرن لـــلـــرأســـمـــالـــيـــات.. وفـــــي حــقــيــقــتــهــن كــــن مـــجـــرد قربان وضحايا ألعداء الجمال.. ألست واحدة منهن؟ كفي إذن عن الثالية، الجمال خادم مطيع! كوني واقعية! الواقعية التي ال أعرفها، وال أظن أن فـي العمر متسعا لفهمها. حـاولـت مـــرارا أن أطرق بابها وإذ بي أفشل.. ثمة أماكن في الحياة خلقت بال أبواب، وأماكن أخرى خلقت لها ألف باب وباب، كهذا الصالون.. الحياة سريعة في هذا الكان، األلوان تتغير، البسمات تزهر، والغضب من النتيجة أكـبـر.. الـدوشـة مستمرة، األصوات ترن في أذني، رنينا يذكرني بصوته البارد. كنت أتحدث بطول قصيدة ويجبني بشطر بيت.. العبودية كثيرة هنا، بل إنها طاغية. أشعر أنني بني غرباء، أتطلع إليهن من جديد، لم يبق سوى بصيص روح، جزء من إنسانية. وأخيرا بعض الخفة. يقدم مع كـوب القهوة عبارة «كوني جميلة واصمتي» تقلبها تخرج قلم شفاه حــاد.. حتى لـو تكلمت لـن يسمعك أحــد، لـذلـك كـونـي جميلة واغـضـبـي، اغضبي من الصمت قبل الكالم، من الناسخ والنسوخ، من كل من تريدين أن تصبحي مثلها وتعلمني بأنك ستفشلني.. كوني أنت.. ال عبدة في الصالون! خلف هذا الفناء، مقهى صغير.. كان يتضجر ويـــدخـــن، ال فــائــدة ال اإللـــهـــام يــأتــي، وال ربة الـشـعـر تـتـصـل.. يــحــدق أمــامــه لــوحــة ال يذكر كــيــف جـــــاءت إلــــى غــرفــتــه! امــــــرأة خــالــيــة من الــجــمــال ألـــوانـــهـــا مــوحــشــة وإحــــــدى عينيها غائبة، صلعاء. كان رسامها يظن أنه سيجلب الجمال إلـى هـذا العالم وإذ به يزيده قبحا، ما أكثرهم بطبيعة الحال!. مــا عــمــرهــا؟ اقــتــربــت مــنــهــا.. ال جــاذبــيــة، ثـمـة قصة خـلـفـهـا، كـــأن فــي طـيـهـا ســـرا مــن األســــــرار.. يـفـتـش عن رموزها.. امرأة لم تذهب إلى الصالون قط.. ما الحالة التي عاشتها قبل أن ترسم اللوحة.. يقلب اللوحة.. في عصر يوم قائظ خرجت امرأة تحب الحياة أعجب بها كالب أربعة يدها لويت، لسانها قطع وشعرها أحرق