Okaz

قصة اللوحة

- مي السكاكر *

عبدة في الصالون أحـــــدق فـــي وجـــــوه الـــنـــس­ـــاء، طــلــبــا­تــهــن، رجــائــهـ­ـن من العامالت أن يكون الشكل طبيعيا! الصغيرة التي تريد أن تكبر.. لاذا العجلة؟ الكبيرة التي تصر أن تصغر ألم تتعب؟ ما أصعب أن يلفظ الرء حاضره! على الــجــدرا­ن سـعـاد حسني، مـارلـني مــونــرو، صوفيا لـــوريـــ­ن وغــيــرهـ­ـن مـــن الـــحـــس­ـــنـــاوا­ت، بــطــالت قوميات لــالهــثـ­ـات خــلــف الـــجـــم­ـــال.. شــريــكــ­ات دون أن يشعرن لـــلـــرأ­ســـمـــال­ـــيـــات.. وفـــــي حــقــيــق­ــتــهــن كــــن مـــجـــرد قربان وضحايا ألعداء الجمال.. ألست واحدة منهن؟ كفي إذن عن الثالية، الجمال خادم مطيع! كوني واقعية! الواقعية التي ال أعرفها، وال أظن أن فـي العمر متسعا لفهمها. حـاولـت مـــرارا أن أطرق بابها وإذ بي أفشل.. ثمة أماكن في الحياة خلقت بال أبواب، وأماكن أخرى خلقت لها ألف باب وباب، كهذا الصالون.. الحياة سريعة في هذا الكان، األلوان تتغير، البسمات تزهر، والغضب من النتيجة أكـبـر.. الـدوشـة مستمرة، األصوات ترن في أذني، رنينا يذكرني بصوته البارد. كنت أتحدث بطول قصيدة ويجبني بشطر بيت.. العبودية كثيرة هنا، بل إنها طاغية. أشعر أنني بني غرباء، أتطلع إليهن من جديد، لم يبق سوى بصيص روح، جزء من إنسانية. وأخيرا بعض الخفة. يقدم مع كـوب القهوة عبارة «كوني جميلة واصمتي» تقلبها تخرج قلم شفاه حــاد.. حتى لـو تكلمت لـن يسمعك أحــد، لـذلـك كـونـي جميلة واغـضـبـي، اغضبي من الصمت قبل الكالم، من الناسخ والنسوخ، من كل من تريدين أن تصبحي مثلها وتعلمني بأنك ستفشلني.. كوني أنت.. ال عبدة في الصالون! خلف هذا الفناء، مقهى صغير.. كان يتضجر ويـــدخـــ­ن، ال فــائــدة ال اإللـــهــ­ـام يــأتــي، وال ربة الـشـعـر تـتـصـل.. يــحــدق أمــامــه لــوحــة ال يذكر كــيــف جـــــاءت إلــــى غــرفــتــ­ه! امــــــرأ­ة خــالــيــ­ة من الــجــمــ­ال ألـــوانــ­ـهـــا مــوحــشــ­ة وإحــــــد­ى عينيها غائبة، صلعاء. كان رسامها يظن أنه سيجلب الجمال إلـى هـذا العالم وإذ به يزيده قبحا، ما أكثرهم بطبيعة الحال!. مــا عــمــرهــ­ا؟ اقــتــربـ­ـت مــنــهــا.. ال جــاذبــيـ­ـة، ثـمـة قصة خـلـفـهـا، كـــأن فــي طـيـهـا ســـرا مــن األســــــ­رار.. يـفـتـش عن رموزها.. امرأة لم تذهب إلى الصالون قط.. ما الحالة التي عاشتها قبل أن ترسم اللوحة.. يقلب اللوحة.. في عصر يوم قائظ خرجت امرأة تحب الحياة أعجب بها كالب أربعة يدها لويت، لسانها قطع وشعرها أحرق

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia