سيدة «كاوست» األولى عصية على الكسر!
وأنت تتأمل وجوه الخريجني والخريجات مساء (الجمعة) املـاضـي فـي جامعة امللك عبدالله للعلوم والتقنية، أثــنــاء احتفال «كاوست» في مقرها في «ثول» على ساحل الـبـحـر األحــمــر بتخريج دفعتها الثامنة على الـتـوالـي، وأنــت تتأمل مـامـح هؤالء الذين حصدوا املاجستير والدكتوراه في جــامــعــة بـحـثـيـة عــاملــيــة رائـــــدة ومرموقة، خـــصـــوصـــا الـــســـعـــوديـــني والسعوديات، ســتــرى مــامــحــهــم تــفــيــض بــنــور الفرحة وبهجة اإلنجاز وكبرياء النجاح، لكنك إن أدرت نـظـرك قليا نحو قــيــادات الجامعة وأعـــضـــاء إدارتـــهـــا الـعـلـيـا ســتــراهــم أيضًا ســــعــــداء وضـــاحـــكـــني، غـــيـــر أن الدكتورة نـــجـــاح عـــشـــري، نـــائـــب الــرئــيــس للشؤون الــســعــوديــة فـــي ذات الــجــامــعــة، هـــي أكثر الناس فرحًا وبهجة ونورًا وبشرًا وسرورًا وانبساطًا وترحًا ليلة البارحة، لدرجة أن مــن يتأملها وهــي تجلس كالحديقة في قمة خضرتها وألقها وبهائها يخيل إليه أنها واحدة من هؤالء الطلبة الذين عانقوا النجاح بثقة وتمكن وتطلع ال نهائي نحو املستقبل أي دون حــدود زمانية أو مكانية، ودون حدود ثقافية أيــضــًا، إنـــه مـسـتـقـبـل مـفـتـوح ال ينتهي وال يهدف إلى أي حجة أخيرة بل إلى مزيد من األسئلة واالكتشاف واالبتكار واألبحاث املستدامة. أما ملاذا هي كانت وما تزال أكثر الــنــاس فــرحــًا بليلة الـسـبـت في ثـــول، فـأنـهـا شــاهــدت ثــمــار ما غرسته يانعًا وناضجًا كأزهار اللوز في أوج زينتها، فهي، أي الدكتورة نجاح عشري، تتولى إدارة الشؤون الوطنية والشؤون اإلســتــراتــيــجــيــة لــجــامــعــة امللك عــبــدالــلــه لـلـعـلـوم والــتــقــنــيــة، إذ تشرف من خال قطاعاتها على برامج تطوير املواهب الوطنية وتـــنـــمـــيـــتـــهـــا، إضــــــافــــــة إلدارة املسؤولية االجتماعية، وبرامج التنمية الجامعية، والعاقات الدولية واملحلية للجامعة. وتولت د. عشري برنامج رعاية الـطـلـبـة املــوهــوبــني )KGSP( فــي كاوست منذ نـشـأتـه، وهــو بـرنـامـج أعــد خصيصًا الســـتـــقـــطـــاب ودعــــــم املـــــواهـــــب السعودية اليافعة وطلبة املرحلة الثانوية املتفوقني الــــذي يـمـتـلـكـون مـوهـبـة أثـبـتـت جدارتها األكـــاديـــمـــيـــة، واهــتــمــامــًا جــلــيــًا بمجاالت العلوم والهندسة والتقنية والرياضيات. انـطـلـق الـبـرنـامـج سـنـة 2008 ليبلغ عدد الطلبة امللتحقني بالبرنامج اليوم ما يقارب 500 طــالــب وطـــالـــبـــة، ولــيــشــكــل خريجي البرنامج نحو %19 مـن خريجي جامعة املــلــك عـبـدالـلـه لــهــذا الــعــام، مـمـن دعمتهم كــاوســت فــي أوائـــــل مـسـيـرتـهـم الجامعية وابتعثتهم لدراسة البكالوريوس فــي أهـــم وأفــضــل الجامعات األمـــــريـــــكـــــيـــــة، ثــــــم عــــــــادوا إلـــــــى «كـــــــاوســـــــت» ذاتها لـــــيـــــواصـــــلـــــوا دراســــتــــهــــم الــعــلــيــا فــيــهــا ويحرزوا التقدم الكبير بالحصول على درجة املاجستير.
وكــــان لــلــدكــتــورة نجاح عـــــــــشـــــــــري أيــــــضــــــًا بصما تها فــــــي إدارة بــــــرامــــــج اســــتــــقــــطــــاب الطلبة الــــســــعــــوديــــني الـــــواعـــــديـــــن مـــــن املعيدين واملحاضرين في الجامعات السعودية ومن موظفي القطاعات البحثية والهندسية في الجهات الحكومية والشركات الصناعية، إذ شـكـل خـريـجـوهـا فــي دفــعــة الخريجني الـثـامـنـة لــكــاوســت، أخــيــرًا، نـسـبـة %29 من العدد الكلي للخريجني. الدكتورة نجاح آن لها الـيـوم أن تنام قـريـرة العني والقلب والــعــقــل أيـــضـــًا، فــهــي الــســيــدة األولــــــى في «كاوست» وهي أيضًا أصدق نموذج للمرأة السعودية التي تسهم في صناعة مستقبل وطنها، بل إن أجمل ما يراه من يقترب من نـائـب الرئيس للشؤون السعودية في كاوست أنه سيجد الدكتورة نجاح عشري امرأة تتوافر على الثقة والذكاء، الكبرياء والتواضع، الطيبة والصرامة، الشراسة والــنــعــومــة فـــي آن معًا، مثل قلم رصاص مبري بــحــدة، قـد يمحو قليا أحـــــــيـــــــانـــــــًا، لكنه عـــصـــي على الكسر!.