Okaz

عض البنان في عالقتنا بلبنان

-

الــحــقــ­يــقــة الــــتـــ­ـي ال تــخــفــى عـــلـــى أحــــــد هي تنامي السخط الشعبي داخــل اململكة على عـاقـتـنـا مــع لــبــنــا­ن، والــتــي يـــرى الغالبية من السعوديني أنها تتسم بالتدليل والتدليع والحظوة الخاصة، وذلك مقابل النكران والجحود بل واالصطفاف في املحور املضاد الكائد واملحارب للمملكة، وترى كثير مــن األطــيــا­ف الشعبية املحلية أن اململكة تحملت كثيرًا نــزقــات ونــــزوات الـحـكـومـ­ة واألحــــز­اب واإلعــــا­م اللبناني، فيما كانت اململكة تغض الطرف عن كل ذلك، بل وتضطلع فــوق ذلــك بحمل الـهـمـوم اللبنانية مـنـذ اتــفــاق الطائف، مــــرورًا بـاملـسـاه­ـمـة الـفـاعـلـ­ة فــي إعــمــار مــا هـدمـتـه الحرب األهلية، وإعادة وجه بيروت الناصع في السوليدير، وفي كثير من الدعم والبناء في كثير من القطاعات اللبنانية، ومــا تبع ذلــك مـن تـدفـق الــســواح واملتملكني السعوديني، هذا إلى جانب التحويات املليارية التي تدعم املصارف هــنــاك، والــتــي يـقـوم بتحويلها شهريًا مـئـات األلـــوف من اللبنانيني الذين ينعمون برغد العيش وحسن املعاملة خــال إقـامـتـهـ­م فــي املـمـلـكـ­ة، لـكـن كــل ذلــك وأكــثــر مـنـه مما ال يتسع املــجــال لـحـصـره يـقـابـل بـالـعـداء الـرسـمـي املعلن تجاه اململكة، والتعبير عـن ذلــك فـي العديد مـن املواقف الرسمية واإلعامية التي تتحدث بفوقية وبسخرية تجاه بادنا وتعييرها بالصحراء وبأننا رعـاة اإلبـل، وكأنهم ال يعلمون أن صفة رعاة البقر ال تعيب أمريكا ومكانتها الكبرى، وهم حني يعتبرون الصحراء تهمة أو مسبة فإنهم يتناسون - وهم يعلمون - أن اإلرادة السعودية املخلصة قد عمرت ومدنت الصحراء وجعلتها في غير مقارنة مع أي بلد عربي آخر، مع كامل االحترام لجميع األشقاء العرب، لكنها الحقيقة الـتـي يجب أن يعلمها اإلعـــام اللبناني الساقط، والــذي تحرر صفحاته من تحت الـسـرداب الذي يقبع في أتونه رئيس جمهورية حزب الله ( لبنان سابقا)، كما أن محرري السرداب الراسبني في جغرافيا اململكة ال يعلمون أن بادنا تتوفر على السهل والبحر والجبل، وأن سلسلة املناطق الجبلية الــبــارد­ة واملـمـطـر­ة واملـمـتـد­ة من الطائف صعودًا حتى مدينة أبها بل وصـوال إلى منطقة جازان في مساحة تتعدى مساحة دولة لبنان عشر مرات، أما ان هذا اإلعام الحزبي يمن علينا بأن املعلم اللبناني هو من علمنا ألف باء الهجاء في مدارسنا فإنني هنا ال يمكن أن أنكر دور املعلم املصري والفلسطيني والسوري والـسـودان­ـي، الذين أسهموا مشكورين معنا في النهضة التعليمية، لكنني وكـل السعوديني ال نعلم دورًا للمعلم اللبناني ممن لـم يسهموا فـي تدريسنا، لكن ربـمـا أنهم قصدوا معلمي الشاورما والحمص واملشاوي، فقد برزوا في الخدمة املطعمية الشهية. إنني مثل كل السعوديني ال أحمل إال الود واملحبة للمواطن اللبناني األنيق شكا ولباقة وحسن تعامل، لكنني أرفض كمواطن هذه املواقف الرسمية الجاحدة، كما أرفض هذه اللغة اإلعامية النابحة والجارحة، وأنتظر من الجالية اللبنانية الشقيقة والـتـي تقيم منذ عـقـود داخــل اململكة وتــعــمــ­ل فــي أمـــن وأمــــان واحـــتـــ­رام أن يــكــون لــهــا صوتها الواضح تجاه الهيمنة الحزبية التي تدار بها بادهم من طهران، وتنفذ قراراتها عانية من األقبية وتحت تهديد الساح. أيها اللبنانيون الشرفاء قولوا وافعلوا شيئًا قبل عض البنان على وطن كان اسمه لبنان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia