ملاذا نزيدهم رَهقًا ؟

ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻒ

تعلم وزارة العمل والتنمية االجتماعية بـوجـود حاالت إعاقة دائمة ال يرجى برؤها، وأخرى للمصابني بـ «التوحد»، وهــو مــرض يــازم األطــفــال منذ والدتــهــم وال ينفك عنهم حتى لـو بلغوا مرحلة الشباب والـرجـولـة، ومــع ذلــك فإن فروع الوزارة املمثلة في مكاتب الضمان االجتماعي تصر حسب التعليمات املوجودة لديها منذ سنوات طويلة على تكليف أســر املـعـوقـني إعــاقــة دائــمــة، وكــذلــك الــذيــن لديهم أبناء وبنات يعانون من حــاالت التوحد بإحضار كشف سنوي وصك شرعي من محكمة األحوال الشخصية إلثبات اإلعاقة سواء كانت دائمة أم مؤقتة، واألمر نفسه بالنسبة ملن يعانون من باء التوحد، وذلك كشرط لصرف اإلعاقة السنوية لهم وإال فا ! ويقول رب أسرة لديه أطفال توحديون إنه طولب في العام بالكشف الطبي وبالصك الشرعي فجاء بهما، ولم يمض إال عــام واحــد حتى طولب مــرة أخــرى بكشف طبي يؤكد استمرار حالة التوحد مع أبنائه، مع أن أي إنسان لديه أدنى علم بهذا املرض يعلم أنه مرض دائم قائم وأن من يصاب به يحتاج لرعاية مستمرة ماصقة مدى عمره، حتى لو أدخل مراكز تدريب أو مدارس خاصة بالتوحديني، ولكن النظام ال يفرق في طلباته بني الحاالت الطارئة لإلعاقات والحاالت الدائمة ! ويـقـول رب أســرة آخــر، إن لديه ابنة ولــدت بإعاقة دائمة، وهــي مــمــددة على فـراشـهـا منذ 40 عـامـا ال يعمل لديها شيء من جسدها إال الرأس واألضراس واللسان والجنان، وقـــد بـلـغ وزنــهــا فــي الــوقــت الــحــالــي فـــوق 70 كــيــا لعدم الحركة، وأكــدت التقارير الطبية أن إعاقتها دائمة ولكن تحديث املعلومات حول وضعها الصحي لم يزل على قدم وساق، بل إنهم يكلفون والدها في بعض األحيان بجلبها إلى اإلدارة للوقوف على حالتها، فيحملها الرجل وأبناؤه مجتمعني بشق األنفس حتى تراها موظفات اإلدارة الائي يعتذرن عن ما جلبنه من متاعب لتلك األسرة بأن تلك هي التعليمات ! وأقــول لـلـوزارة املـوقـرة إن مـن واجبها اإلنساني مراجعة أنظمتها وتخفيف األعــبــاء عــن األســـر املـبـتـاة بمعوقني دائـــمـــي اإلعـــاقـــة واالكـــتـــفـــاء بــطــلــب واحـــــد ال يــحــتــاج إلى تحديث، وحسب تلك األسر معاناتها ليل نهار من وجود معوقني دائمني فلماذا نزيدهم رهقًا ؟!