كتب تثير جدًال.. ومؤلفون حتت مجهر نقاد املساء

يلتقي مثقفون كل مساء مع إغالق معرض كتاب جدة أبوابه فــي مقهى مــجــاور، ليفتحوا حقيبة األشــجــان واألحزان، وتغدو عناوين الكتب وجبة يومية رئيسية تحت مظلة النقد املسائي الرديف، إذ يرى البعض أن املؤلفني الجدد يــجــنــحــون إلــــى اخـــتـــيـــار الـــعـــنـــاويـــن املـــثـــيـــرة دون عناية باملضامني، في ظل غياب املحتوى الالفت، ما يفضي إلى عجزهم عن نيل إعجاب القراء، فيما يعزو البعض ظاهرة الكتب خفيفة القيمة ثقيلة التكلفة إلى نهم دور النشر على املؤلفني (الدفيعة)، إضافة إلى استعجال البعض الخروج لـدائـرة الـضـوء والـشـهـرة، وكسب توصيف (مـؤلـف) وعدم االلتفات إلى تراكم التجربة ومضاعفة القراءة واستيعاب معطيات الـنـشـر والـتـألـيـف، ويـتـحـول املــســاء املـمـتـد حتى مطلع الفجر إلى ندوات ما ورائية يثور فيها جدل له بدء وليس له منتهى. ويــرى الشاعر عبدالرحمن الشهري أن إشكالية املؤلفني الشبان تكمن في استسهال الكتابة، وعــدم وجــود فـرز ملا تطرحه دور النشر مــن عـنـاويـن، إضــافــة لفتح الناشرين أبـوابـهـم ملـن يـدفـع مبلغا مجزيًا مهما تـضـاءل املحتوى. وأوضح القاص حسني الغامدي أن إهمال التحرير اللغوي والتدقيق اإلمـالئـي من أسباب ضعف الكتب وعــدم إقبال الــقــراء عليها، مبديًا اسـتـغـرابـه مـن انــدفــاع مؤلفني لنشر عـشـرات الكتب برغم أن أعمارهم لـم تبلغ الــ .35 فـي حني دعا القاص عثمان سعيد إلى توظيف نقاد كبار يراجعون الكتب نقديا، مؤكدًا أن جيل الكتاب الكبار الذين كنا نقدر كتاباتهم انتهى، وأصبحنا نعيش حقبة جيل كـتـاب ال يتهيبون خـــوض غــمــار الـكـتـابـة بـتـجـربـة نـاقـصـة لصغر السن وقلة املخزون القرائي وضحالة الثقافة. فيما يؤكد الـشـاعـر محمد عـابـس أن الــــرديء يـؤثـر عـلـى الـجـيـد على املدى البعيد، ويخلق نظرة سلبية عن الثقافة، كون الزائر ملعرض الكتاب حني يقتني كتابًا دون مستوى تطلعاته ربما يصدر حكمًا غيابيًا على كل الكتب النوعية واملتعوب عليها كما قــال. ويـذهـب الشاعر خالد قماش إلـى أن دور النشر تهمل املعايير الـالزمـة للجودة، كـون لكل دار نشر اعتبارات خاصة نابعة من قناعاتها، مبديًا أسفه أن تتلبس الحالة الثقافية ثقافة االستهالك واملحاباة واملجاملة في حقل يفترض فيه أنـه من أعقد وأصعب الحقول كـون من يؤلف يستهدف.