Okaz

القرصنة تهديد لصناعة الكتاب

-

لنعترف أن أكـثـرنـا، إن لـم يكن جميعنا، ال يـتـورع عـن «تنزيل» مــا يـحـتـاج إلــيــه، ومـــا قــد ال يـحـتـاج إلــيــه، مــن الـكـتـب مــن املواقع اإللكتروني­ة، غير أن علينا أن نعترف في الوقت نفسه أننا لم نكن بما نفعله نمارس أسوأ اعتداء على حقوق امللكية الفكرية، فإننا نتواطأ مع من يفعل ذلـك ونعينه عليه ونشاركه قبيح ما يقدم عليه من فعل. وإذا كان أولئك الذين يسطون على الكتب فيستنسخون منها نسخا إلكترونية يتباهون بها على مواقعهم ويبيحونها ملن يرغب في الحصول عليها، إذا كــان أولـئـك يظنون أنهم يسهمون فـي نشر الكتاب فإنهم بما يفعلونه يصيبون صناعة الكتاب في مقتل، ذلك أن الناشر الذي تكلف ما تكلفه في سبيل نشر الكتاب واملؤلف الـذي تكبد نشر الكتاب على نفقته سيجدون أنفسهم أمـام نسخ ورقية مخزنة في مكاتبهم ومستودعاته­م ال يبحث عنها أحد وال يعوض عن ما أنفقوه عليها راغب في الشراء ما دام الكتاب الذي تكلفوا عناء نشره متاحا مجانا على املـواقـع اإللكتروني­ة، وإذا ما شاع ذلك األمر وذاع، وقد شاع وذاع، فإن ناشرا لن يقدم على نشر كتاب فهو إن لم يكن قد أفلس فإنه في طريقه إلى اإلفالس وعندها لن يجد القارئ كتابا ولن يجد أولئك الذين ال يتورعون عن قرصنة الكتب ما يرفعونه على مواقعهم، وبذلك ال تنتهي صناعة الكتاب فحسب وإنما تنتهي الثقافة كذلك. وإذا لم يكن لنا أن نتوقع أن تعفف املثقفني وتحفظهم على أن يكونوا عونا ملـن يقرصنون الكتب يمكن لـه أن يضع حـدا لهذه الــكــارث­ــة الــتــي تحيق بـالـكـتـا­ب، فــإن املــأمــو­ل أن تـتـحـرك الجهات الحكومية ممثلة فـي وزارة الثقافة لتفعل مـا تـم التوقيع عليه من حماية للملكية الفكرية فتتخذ من اإلجــراءا­ت ما يكفل إنقاذ صناعة الـكـتـاب، وهــي إن لـم تفعل ذلــك ال تـكـون قـد تهاونت في مـا يتوجب عليها مـن عمل وإنـمـا تـكـون قـد تسترت على أولئك الذين يسرقون جهد الناشرين واملؤلفني وساهمت في جريمة قتل صناعة الكتاب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia