Okaz

‪° qOz«dÝ≈ WL{UŽ ”bI « ∫s _« fK−‬

-

بعد مرور سبعن سنة على قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم: ‪29( ١8١‬ نوفمبر 7٤9١) بتقسيم فلسطن لدولتن عربية (فلسطن) ويهودية (إسرائيل)، يأتي مجلس األمن يوم االثنن قبل املاضي ليفشل قرارًا يرفض مضمونه قرار الواليات املتحدة بنقل سفارتها للقدس، من ثم: االعتراف باملدينة املقدسة عاصمة للدولة العبرية. هناك خطأ إستراتيجي ستكون له تداعيات سياسية وقانونية تؤثر على وضع املدينة، وقد تضفي مسحة سياسية وأخاقية وقانونية لواقع احتال املدينة من قبل إسرائيل، تصل ملـدى خطورة القبول باالعتراف بها عاصمة للدولة العبرية. ما كان للواليات املتحدة أن تستعمل حق النقض (الفيتو) لو أن قرار اإلدارة األمريكية بنقل سفارتها إلى القدس منصوص عليه صراحة في مشروع الـقـرار. عندها كـان ميثاق األمـم املتحدة، وبالتحديد املــادة: 27 الفقرة: 3 سيحول دون الواليات

ِﱢ املتحدة واالشتراك في التصويت، لتعارض املصالح البن هنا.. وبالتالي: يمرر مشروع القرار في

َِ غياب وجود املندوبة األمريكية في املجلس، هذا إذا سمح للقرار أصا بالعرض للتصويت عليه في املجلس. إسقاط «الفيتو» األمريكي، ملشروع القرار، الـذي قدمته -باملصادفة- مصر (املندوب العربي، في مجلس األمن)، أحدث عدة سوابق سياسية وقانونية، وحتى أخاقية، تصب جميعها في صالح ترسيﺦ، إن لم يكن تأكيد، واقع احتال إسرائيل للقدس.. وشرعنة ادعاء اتها في املدينة املقدسة. هذا القرار يجب أال يلتفت إليه على أنه قرار لم يمرر بسبب «الفيتو» األمريكي، بقدر ما تؤكد سلبيته على ما نقضه من مواقف دولية سبق للمجتمع الدولي أن أقرها، وأضحت بسببه أثرًا بعد عن. مشروع القرار هذا، الذي لم يمرر، بسبب «الفيتو» األمريكي سيتضح مع الوقت كم خدم ادعاءات إسرائيل في املدينة املقدسة، بقوة أكبر من أي قرار كان ممكنا أن يصدر من مجلس األمن يعترف بالقدس عاصمة إلسرائيل، هـذا إذا كانت هناك من فرصة حقيقية ملثل هكذا قـرار أن يصدر من املجلس. الواليات املتحدة بتصويتها السلبي هذا تكون قد أسقطت فعليًا كل القرارات الدولية، التي تحكم وضع القدس بوصفها مدينة محتلة، سبق وصدرت عن مؤسسات األمم املتحدة، منذ احتال املدينة في حرب 769١، حتى قبل ذلك، ومن ضمنها قرار التقسيم، رقم: ١8١، لعام 7٤9١. بعد هذا «الفيتو» األمريكي، لن تسمح واشنطن، بتمرير أي مشروع قرار ملجلس األمن تقدمه أي دولة أو مجموعة دولية ملواجهة أي دولة تختار أن تفتح لها سفارة في القدس، سواء بإرادتها أو دفعًا من قبل اإلدارة األمريكية لتعزيز خطوة نقل سفارتها للقدس. بالتأكيد: واشنطن في املرحلة القادمة ستعمل على دعـم مشروع نقل سفارتها للقدس، بتشجيع دول أخــرى فقيرة وهامشية، وربما تكون عربية وإسامية لتحذو حذو الخطوة األمريكية.. أمور ال يمكن استبعادها مع حمى التطبيع التي تجتاح املنطقة، هـذه األيـــام.. واعتبار دول عربية الـقـدس «قضية جانبية»! وكذا انحسار التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية. أمام السابقة الخطيرة التي أحدثها «الفيتو» األمريكي، يوم االثنن قبل املاضي، علينا أن ال نفرح كثيرًا بقرار الجمعية العامة لألمم املتحدة، يوم الخميس املاضي، الذي تبنى صيغة مشروع القرار الـذي أسقطه «الفيتو» األمريكي. قـرار الجمعية العامة هذا قد يكون تـراءى للبعض ما يبدو من «هامشية» للنفوذ األمريكي في العالم، بتصويت 82١ دولـة لصالح القرار وتسعة فقط صوتوا ضده، 38 امتنعوا عن التصويت. هذا باإلضافة إلى أن القرار لم يشر للواليات املتحدة، نصا. هنا، قد يجادل البعض: أن تهديد واشنطن ملن يصوت مع القرار سيطاله عقاب العم سام، لم يجد نفعًا ولم يثن 82١ دولة من التصويت لصالح القرار. صحيح: قد يكون التهديد هنا جاء بأثر عكسي، لكنه لم يساهم، بصورة مؤثرة، في تشكيل هذا التحول السلبي تجاه القدس والقضية الفلسطينية، في املجتمع الدولي، عكس ما كان األمر في السابق. الرقم ذو الداللة هنا، هو ذلك الخاص بالدول املمتنعة عن التصويت، التي بلﻎ عددها 38 دولة، أي ما يعادل خمس أعضاء األمم املتحدة، الذين سبق ملعظمهم أن صوتوا ضد جميع اإلجراء ات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتالها للقدس في حرب يونيو .١967 االمتناع عن التصويت هو موقف سياسي سلبي، لكن له داللـة سياسية وقانونية وأخاقية ال يمكن االستهانة بها، بالتالي: يعد مؤشرًا على أفول نجم قضية القدس والقضية الفلسطينية في النظام الدولي. من بن الدول التي امتنعت عن التصويت أربع دول أفريقية (الكاميرون، الكنغو، ماوي، رواندا).. ودولتان إساميتان (الكاميرون وألبانيا، وثالثة: البوسنة والهرسك العضو املراقب في منظمة التعاون اإلسامي).. وزعيمة االتحاد األوروبي (أملانيا)، ومعها نصف أعضاء االتحاد.. وعضو دائم في مجلس األمن (بريطانيا)، ودولة آسيوية كبرى لها عاقات اقتصادية مع العرب (كوريا الجنوبية). إن العالم، في هذه األيام، يعيﺶ حقبة الباطل اإلسرائيلي، ويشهد عامليًا أفول نجم الحق العربي في فلسطن والقدس. إن «الفيتو» األمريكي كان سقطة تاريخية وقع فيها العرب بإرادتهم، وال نقل: بغفلتهم. لن يمحو خطيئة مجلس األمن، في حق القدس، صحوة الجمعية العامة املتثاقلة إلدارة الضرر اإلستراتيج­ي الجسيم، الذي أحدثه مجلس األمن لقضية القدس. القدس بقرار، سقط في مجلس األمن بـ «فيتو» أمريكي، أصبحت عاصمة إلسرائيل... أو تكاد.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia