حصانة كرة القدم.. وموسم الهجرة إلى اجلنوب
تطلق الـعـراقـيـة أثــمــار حبيب زفـــرة حـــارة مــن جـوفـهـا تطرد مــكــابــدة الــســنــوات املــاضــيــة وتـسـتـنـشـق هــــواء جــديــدا مليئا بـالـعـمـل واألمـــــل والـــتـــفـــاؤل، فــأمــامــهــا اآلن مـسـتـقـبـل عريض سيطرح الكثير من الثمار. أثمار ابنة الـ61، تلقي اآلن تعليماتها بلغة إنجليزية سليمة، وصافرتها تطوق عنقها الغض، وهي تؤدي دور الحكم في مباراة لكرة القدم في املدينة األسترالية الحاملة سيدني، بعد أن هجرت قبل أربع سنوات بلدها الذي مزقته حرب ال تدري حتى اآلن من هم أطرافها. لم تكن اليافعة العراقية تعرف سوى 3 كلمات باإلنجليزية للتعريف بامللح والتفاح والبيض عندما وصلت مع عائلتها إلـى الـقـارة الجنوبية طلبا للهجرة، إال أن حبها لكرة القدم دفعها سريعا باتجاه بـاب «فوتبول يونايتد» تلك املنظمة غير الحكومية التي تعنى بمساعدة الالجئني على االندماج في مجتمعهم الجديد، لتتبدل حياتها في وقت وجيز. تــقــول أثــمــار بـلـهـجـة امــتــنــان: «كــونــت صــداقــات جـمـيـلـة في فوتبول يونايتد. هم أفضل أصدقائي اآلن. أعشق التواصل مع الناس، وبشكل خاص من هم في سني من الشباب». األمـــر هــنــاك يختلف وكـــرة الــقــدم فــي أرض الـكــنـغــارو تفتح األبــواب املـوصـدة، فرئيس االتحاد األسترالي السابق فرانك الوي، وهو رجل أعمال وملياردير اآلن، قدم الجئا من أوروبا الــشــرقــيــة، وصـــل فــي خـمـسـيـنـات الــقــرن املــاضــي مــع حقيبة مالبس بالية وال يعرف من اإلنجليزية غير كلمتني، ليصبح الحقا أهم مسؤول عن كرة القدم في القارة األسترالية. كذلك الصحفي الشهير الـراحـل لي مــوراي الــذي جسد قلمه كرة القدم في أستراليا، ولد في املجر عام 1945 باسم الزلو اورجـــي، حــط الــرحــال فــي هــذا البلد الـحـاضـن لكل الالجئني وهو يافع، ليكتب تاريخا فاخرا له عبر املستديرة. ويبدو واضحا أن ثقافة هـذا البلد البعيد شديدة الترحاب بـالـوالـجــني مــن بــوابــة الــكــرة، فـفـي الــســنــوات املــاضــيــة قدمت منظمات عدة على غرار «فوتبول يونايتد»، العون لالجئني الشباب مثل العراقية الشابة سارة غالوو 17( عاما) والسوري سليمان الخطيب 19( عاما)، عندما وصال سيدني في 2016 طلبا لرزق آمن، فأصبحا رقمني يقف األستراليون عندهما.