االنتظار ظاهرة عاملية
ســنــوات تــمــضــي، وبــاقــة أمـــل تشع بني الحني واآلخر، تنبض من أفئدة مرضى الفشل الكلوي في الحصول عــــلــــى «مـــــتـــــبـــــرع» يـــنـــقـــذ حياتهم ويــــنــــهــــي مــــأســــاتــــهــــم مــــــن أجــــهــــزة الديلزة «الغسل الكلوي»، وإشكالية تـتـجـدد بــني حــني وآخــــر، فبيانات املــركــز الــســعــودي لــزراعــة األعضاء والخاصة بمرضى الفشل الكلوي النهائي التي أجريت في نهاية عام 2016 أوضحت وجــود )17.687( مريضًا، منهم )16.315( يعالجون بــالــتــنــقــيــة الـــــدمـــــويـــــة، )1372(و مـــريـــضـــًا بــالــتــنــقــيــة البريتونية، وهو ما يشير ملعدل انتشار الفشل الكلوي النهائي املعالج بالتنقية بما يـعـادل 557 حـالـة لكل مليون نـسـمـة فــي الـسـنـة الـــواحـــدة، بينما بــــلــــغ مــــجــــمــــوع املــــــرضــــــى الــــجــــدد املعالجني بالتنقية في عام 2016 )4.611( مريضا، أي بمعدل حدوث للفشل الكلوي النهائي املعالج بما يعادل 145 حالة لكل مليون نسمة سنويا. كــل املــؤشــرات تشير إلــى أن قائمة انــتــظــار مــرضــى الــفــشــل فــي تزايد مــســتــمــر مــــع كــــل عـــــام يــمــضــي، ما يجعل فكرة التوجه لخارج اململكة لزراعة الكلى واردة لدى الكثير من املرضى «املقتدرين» أيا كان الثمن. يــقــول «أحـــمـــد.ع» إنـــه مـنـذ سنوات يــنــتــظــر دوره فــــي زراعــــــــة الكلى، لكن حتى اللحظة لم يجد املتبرع املــنــاســب، مــا أفــقــده األمـــل ليستمر عـــــلـــــى جــــــهــــــاز الـــــغـــــســـــل الـــــكـــــلـــــوي، خصوصا فــي ظــل عــدم وجـــود من يبادر بالتبرع بكليته من املقربني لــه. فيما أكــد «ســالــم.م» أن املشكلة تكمن في وجود مرضى قدامى لهم ســنــوات فــي انــتــظــار زراعــــة الكلى. ويضيف: بما أنـنـي حـديـث الفشل «قــبــل ســنــتــني» فــأتــوقــع أن دوري ســيــمــتــد ســــنــــوات أخــــــــرى، ويبقى األمل كبيرا في سرعة إجراء عملية الزراعة. مـــن جــهــتــه، اعــتــبــر «ع.ع» مشكلة الـــحـــصـــول عـــلـــى الـــكـــلـــى املناسبة فـي الـوقـت املـنـاسـب ملـريـض الفشل مـــن أبـــــرز الــتــحــديــات الــحــالــيــة، إذ يــنــتــظــر املــــريــــض ســــنــــوات طويلة إلنــهــاء مشكلته، خـصـوصـا إذا لم يــجــد مـتـبـرعـا مــن أحـــد أقـــاربـــه، أو عـدم تطابق الفصيلة أو األنسجة؛ األمـر الـذي يحبطه تماما ليتحمل مـتـاعـب الـغـسـل. ويــؤكــد: «ال أخفي إن قــــلــــت إن مـــعـــظـــم أصــــدقــــائــــي نـصـحـونـي بــالــزراعــة فــي الخارج، وأبــــــــــــدوا اســــتــــعــــدادهــــم فـــــي جمع مبلغ لــي، لكنني رفـضـت ملعرفتي أشــــخــــاصــــا زرعـــــــــــوا فــــــي الـــــخـــــارج وعادوا باألمراض، أو فشلت الكلية املزروعة بهم مرة أخرى». مـن جانبه، يؤكد مدير عــام املركز السعودي لزراعة األعضاء الدكتور فيصل شــاهــني أن إشـكـالـيـة قوائم االنـــتـــظـــار ملــرضــى الــفــشــل الكلوي ظـــــــاهـــــــرة عــــاملــــيــــة تــــعــــانــــي منها جميع الـــدول حتى املتقدمة منها كـــــــالـــــــواليـــــــات املــــتــــحــــدة األمــريــكــيــة وفرنسا وإنجلترا، إذ تتم زراعــــة األعضاء فــي الـعـالـم ألقل مــــــــن %10 من أعــــــــــداد املرضى املـــحـــتـــاجـــني ومن ضــــمــــنــــهــــا الـــــكـــــلـــــى، والــــــــــــتــــــــــــي تــــتــــمــــيــــز بوجود عالج آخر بديل هو الغسل الــكــلــوي، مــا يـبـقـي هــــؤالء املرضى عـلـى قـيـد الــحــيــاة بـعـكـس املرضى اآلخرين مثل مرضى الفشل القلبي والـــكـــبـــدي والــــــرئــــــوي، وأوضحت بــيــانــات املـــركـــز الــســعــودي لزراعة األعضاء والخاصة بمرضى الفشل الـكـلـوي النهائي الـتـي أجــريــت في نهاية عام 2016 وجود )17.687( مريضا، منهم )16.315( يعالجون بالتنقية الدموية )1372(و مريضًا بــالــتــنــقــيــة الــبــريــتــونــيــة، وهـــــو ما يشير ملعدل انتشار الفشل الكلوي الــنــهــائــي املـــعـــالـــج بــالــتــنــقــيــة بما يعادل 557 حالة لكل مليون نسمة بالسنة بينما بلغ مجموع املرضى الجدد املعالجني بالتنقية في عام )4.611( 2016 مريضًا أي بمعدل حـــــدوث لــلــفــشــل الــكــلــوي النهائي املعالج بما يعادل 145 حالة لكل مليون نسمة سنويًا. وهذه األرقام مماثلة لألرقام في الدول املتطورة. وأضـــاف شـاهـني أن غالبية أعمار هؤالء املرضى املعالجني بالتنقية الـدمـويـة مـن فئة 26 إلــى 65 عامًا وتصل لـــ(96%)، أما من ناحية من الــجــنــس فـــإن نـسـبـة الـــذكـــور بلغت )%56( بينما اإلناث ،)%44( وأغلب املـرضـى سـعـوديـون بنسبة )%85( فيما )%15( غير سعوديني. وســاهــم اإلنــجــاز املـمـيـز للسجل الـوطـنـي ملـرضـى الفشل الكلوي فــــي تـــحـــديـــث قــــوائــــم االنتظار ومقارنتها عامليا ويـعـود طول فــتــرة الــبــقــاء عــلــى هـــذه القوائم بـــــســـــبـــــب نــــــقــــــص أعـــــــــــداد املتبرعني باألعضاء، إذ إن الــحــل األمثل لــــلــــمــــرضــــى يكمن بـــــــــأن تـــــتـــــم زراعـــــــــة الــــــكــــــلــــــى لــــــهــــــم من املـــتـــبـــرعـــني األحياء أو من املتوفني دماغيا، واإلنـــجـــاز األمــيــز يأتي بحضور اململكة باملرتبة الرابعة عامليًا في التبرع بالكلى من املتبرعني األحياء، وباملرتبة الـ63 عامليا بالتبرع من املتوفني دماغيا، وباملرتبة األولى عربيا وآســيــويــا، ووســطــيــا يــقــدر عدد املـــتـــبـــرعـــني األحـــــيـــــاء بــــــــ04 لكل مــــلــــيــــون نـــســـمـــة و6 متبرعني مـــتـــوفـــني دمـــاغـــيـــا لـــكـــل مليون نـــســـمـــة. ونــــحــــن نــــبــــذل جهودا حـثـيـثـة فـــي نــشــر ثــقــافــة التبرع باألعضاء بهدف احتواء الزيادة السنوية في أعداد املرضى. وتـــــابـــــع مــــديــــر مــــركــــز زراعـــــــة األعـــضـــاء: نــجــد أنـــه مــن خالل آخـــر اإلحــصــائــيــات لــديــنــا في الـتـقـريـر الـسـنـوي لــعــام 2016 زيادة في انتشار الفشل الكلوي عـــن الــســنــوات املــاضــيــة قدرت بـــــــ5.7%، ويــعــود ذلـــك الزديــــاد عدد السكان سنويا بنسبة %3 إضافة لزيادة أعداد األشخاص فوق عمر الــ05 عاما واملسنني وذلك بفضل الرعاية الصحية املميزة املقدمة لهم مما حسن متوسط الحياة لألفراد.