Okaz

السعودية تضبط أسعار النفط مبقاومات صلبة تخترق احلد األعلى

- محمد العبد اهلل (الدمام)

أكــد اقـتـصـادي­ـون لـــ«عــكــاظ» أن مــبــادرة الـسـعـودي­ـة لخفض إنــتــاج الدول األعضاء في منظمة (أوبــك) واملنتجني خارجها، أدى إلى تحسن أسعار النفط بنسبة ،%100 بعدما انخفضت إلى 30 دوالرا، إذ اقترب خام برنت مـن أعـلـى مستوياته منذ شهر يونيو 2015 بـدعـم مـن تـوقـعـات الطلب القوي. وبلغ في العقود اآلجلة 66 دوالرا للبرميل دون تغيير عن اإلغالق السابق. ووصـل خام غرب تكساس الوسيط األمريكي في العقود اآلجلة إلى 59 دوالرا للبرميل. وأشــاروا إلى أن جهود اململكة أدت إلى زيـادة التنسيق بني املنتجني من منظمة (أوبــــك) وخــارجــه­ــا، وتـعـزيـز قـوتـهـا كمنظمة قـــادرة عـلـى ضبط األسـعـار، إضافة إلـى استقرار سعر النفط عند مقاومة صلبة مع دعمه لـــالرتــ­ـفـــاع، وتــخــفــ­يــض املـــخـــ­زونـــات الــعــامل­ــيــة املــتــضـ­ـخــمــة، وإثـــبـــ­ات قدرة السعودية على إدارة األزمات، وتوسيع الشراكة مع دول مثل روسيا، إلى جانب االستفادة من خبرات دول منتجة من خارج «أوبك» في الصناعة واإلنتاج. وبــني الـخـبـيـر الـنـفـطـي املــهــنـ­ـدس سـعـد الـصـعـب لـــ«عــكــاظ» أن انخفاض املـخـزونـ­ات العاملية يشكل عامال مهما للطلب على النفط، مـع توقعات باستمرار الطلب على النفط خالل السنوات القادمة.

متهيد ملا بعد دوالرا

مـــــــــ­ـــن جــــــــه­ــــــــتـ­ـــــــه، قــــــــا­ل املـــــــ­ـــتــــــ­ــــخـــــ­ـــــصــــ­ــــــص النفطي املهندس سـداد الحسيني لـــــــــ­ــ «عـــــــــ­ـكــــــــ­ــاظ»: األحداثالع­املية واإلقـــــ­ـلــــــيـ­ـــــمــــ­ــيــــــة أثــــــبـ­ـــــتــــ­ــت مـــــوقــ­ـــع اململكة املهم في حل األزمـــــ­ــات االقتصادية والــســيـ­ـاســيــة، وأنـــهـــ­ا تمتلك الـقـدرة على التأثير في مجريات صنع القرار في كثير من الدول؛ األمر الـذي تمثل في قيادتها التفاق خفض إنتاج النفط، كما أن اململكة تتمتع باحترام جميع الدول داخل وخارج «أوبك». وأضاف: «سعر النفط ارتفع بنسبة تقارب ،%100 منذ انخفاضه إلى 30 دوالرا، واألهم من ذلك هو تشكيلة حاجز مقاومة جديد عند 54 دوالرا؛ تمهيدا النطالقة جديدة ملا بعد الــ66 دوالرا، وما قامت به السعودية كان في صالح الدول املنتجة واملستهلكة، وستساهم اإليرادات املتصلة فـي دعــم مشاريع البرنامج والــرؤيــ­ة الوطنية الـتـي جوهرها تنويع مـصـادر الــدخــل، الـتـي ستساهم مستقبال فـي املـزيـد مـن خفض اإلنتاج لصالح توفير املادة الخام لصناعات القيمة املضافة بالداخل». مــن نـاحـيـتـه، ذكــر نـائـب رئـيـس غـرفـة تــجــارة وصـنـاعـة الـشـرقـيـ­ة حسن الزهراني لـ«عكاظ» أن اململكة من الدول املؤثرة في قمة العشرين وهي بذلك تشارك في رسم السياسة االقتصادية في العالم. وتابع: «اململكة استطاعت تحقيق موقع متقدم ضمن املجموعة، وهذا املوقع سيتعزز بال شك بعد النقلة النوعية لالقتصاد، التي تركز على تنويع مصادر الدخل والقيم املضافة ضمن رؤية اململكة .»2030

ارتفاع السعر ملستويات جيدة

من جهته، أفاد الخبير االقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي لـ«عكاظ» أن مـــبـــاد­رة املـمـلـكـ­ة بـحـشـد مـنـتـجـي الــنــفــ­ط مــن داخــــل وخـــــارج (أوبــــك) لالتفاق على خفض اإلنتاج أسفرت عن اتفاق تاريخي لخفض اإلنتاج بنسبة معقولة، أتاحت ارتفاع السعر إلـى مستويات جيدة للمنتجني واملستهلكن­ي. ونـــوه إلـــى أن املـمـلـكـ­ة تـتـمـتـع بــاحــتــ­رام وتــأثــيـ­ـر دولــيــني شـكـال عاملني مهمني في نجاح الخطوة املهمة، وأثبتت قدرتها على حل أعقد األزمات بحكمة. وزاد: «اململكة أثبتت أنها قــادرة على إدارة مختلف األزمـــات العاملية بحكمة وموثوقية عالية، وأنها عضو مؤثر ضمن مجموعة العشرين وأكبر املنتجني عامليا للنفط، وتتمتع باحترام كبير، لذلك لقيت دعوتها صــدى لــدى الـــدول مـن خــارج (أوبـــك) انعكست فـي االتــفــا­ق على خفض اإلنتاج بنحو نصف مليون برميل؛ ما أسهم في ارتفاع السعر إلى ما فوق 60 دوالرا، بعد أن كان حتى وقت قريب عند نصف هذا الرقم، وألن الـدولـة تستفيد من أي ارتـفـاع في دعـم التنمية ورفاهية املـواطـن، فقد ضخ جزء من تلك األمـوال في الصرف على املشاريع، من ضمنها مبلغ الـ27 مليار ريال، الذي خصصته الدولة لتحفيز القطاع الخاص».

سد الفجوة بني العرض والطلب

من ناحيته، أفاد الخبير النفطي عثمان الخويطر لـ «عكاظ» أن قرار خفض سقف اإلنتاج ملنتجي «أوبــك»، مثل عامال إيجابيا إلحـداث تغييرات في مستويات األسعار. وشدد على ضرورة عدم تحديد مدة زمنية لخفض اإلنتاج، إذ إن السقف الـزمـنـي املـفـتـوح يـصـب فــي مصلحة املـنـتـج بــالــدرج­ــة األولــــى، وإن قرار تمديد خفض اإلنتاج يأتي باعتباره أفضل الخيارات املتاحة لدى الدول املصدرة للنفط في املرحلة الراهنة. من جهته، أكد أستاذ االقتصاد واملالية بجامعة امللك فهد للبترول واملعادن الدكتور علي العلق لـ «عكاظ» أن املصالح االقتصادية للدول املنتجة تتطلب الوصول إلى اتفاق مشترك لتحسني املستويات السعرية للنفط. ودعــــا لــلــتــع­ــاون بــني مـخـتـلـف الـــــدول املـنـتـجـ­ة سواء مــن داخـــل (أوبــــك) أو خـارجـهـا، وأن عملية تحسني املستويات السعرية للنفط مرتبطة بالقدرة على سد الفجوة بني العرض والطلب في السوق العاملية. ونــوه إلــى أن سياسة اململكة قائمة على املحافظة عــلــى االســتــق­ــرار الــتــي ال تــضــر بـمـصـالـح املستهلك واملنتج في الوقت نفسه. واسـتـبـعـ­د حـــدوث تـغـيـيـرا­ت فــي الـسـيـاسـ­ة النفطية في الــوقــت الـــراهــ­ـن؛ نــظــرا لــعــدم وجــــود مـــبـــرر­ات النتهاج ســـــــــ­يـــــــــ­اســــــــ­ـيــــــــ­ـات تـــــضـــ­ــر بــــــاال­قــــــتــ­ــــصـــــ­ـاد العاملي، في ظل تطمينات اململكة بـــقـــدر­تـــهـــا عـــلـــى التدخل لــســد الــنــقــ­ص الــحــاصـ­ـل في حال حدوث فجوة في السوق العاملية، السيما أنها تمتلك فائضا يصل إلى ما بني 2 – 2.5 مليون برميل يوميا.

القضاء على تخمة املعروض

وأوضح املستشار املالي فضل البوعينني لـ«عكاظ» أن التنسيق السعودي ــ الروسي ساعد في الوصول إلى اتفاق خفض إنتاج النفط في املرحلة األولى، ثم تمديد االتفاق حتى نهاية ؛2018 للقضاء على تخمة املعروض في أسواق النفط. وقال: «لم يكن اإلتفاق ليمضي لوال موافقة روسيا التي جاءت من خالل التنسيق السعودي الروسي، الذي أصبح أكثر قوة، بعد زيارة سمو ولي العهد األمير محمد بن سلمان لروسيا». وحـذر البوعينني من اإلفــراط في تفاؤل املستثمرين بمزيد من الخفض للتسريع في تجفيف الفائض. وتابع: «ظهور أثر اتفاق الخفض خالل الفترة املاضية يؤكد أن فاعليته مستمرة، وأن تـجـاوب األســـواق مـع التمديد كنتيجة يكفي لـرفـع سقف التوقعات بمزيد من الخفض». وزاد أستاذ املالية واالقتصاد بجامعة امللك فهد للبترول واملعادن الدكتور خــالــد بــن عـلـي لـــ«عــكــاظ» بـقـولـه: «االرتـــفـ­ــاع الـحـاصـل فــي أســعــار النفط انعكس إيجابيا على مختلف الدول املنتجة، ووصول سعر البرميل إلى 66 دوالرا أدى إلى زيادة إيرادات الدولة من مبيعات النفط».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia