املدن االقتصادية.. والهيئة امللكية

مــا الــفــرق بــن الـصـنـاعـات الـتـي يمكن أن تــنــدرج تحت نشاط هيئة االستثمارات العامة كصناعات املدن االقتصادية مثال، وتلك التي تقع في دائرة الهيئة امللكية للجبيل وينبع ؟ املدينة االقتصادية في جازان كانت تحت إشراف الهيئة العامة لالستثمار، وبعد تعثر املدينة وتعرضها لسلسلة من التجارب الفاشلة انتقلت إلى الهيئة امللكية بعد انسحاب املقاول املاليزي ودخول أرامكو على خط إقامة املصفاة !! اإلجــابــة الـبـديـهـيـة عــن الــســؤال تـشـيـر إلـــى أن نـصـيـب الهيئة امللكية من هذه الصناعات يقع في دائرة الصناعات األساسية والتحويلية، فيما تقوم املدن االقتصادية بـأدوار متعددة قد ال تشمل الصناعات وإن شملتها فليس بالضرورة أن تكون صناعات تحويلية تقوم على استهالك الغاز أو اللقيم. وفي كل األحوال فإن الشطر الثاني من مسمى الهيئة «للجبيل وينبع» قد انتهى مدلوله بعد أن امتد نشاط الهيئة إلى مدن أخرى كجازان، وهو ما يفترض أن يتجاوزها أيضا إلى حيثما وجــدت الفرصة أو توفرت الجدوى بصرف النظر عن املكان، األمر الثاني أنه يفترض أن ال ترتبط التسمية أو تقيد بالجانب املكاني فقط، وإنما بطبيعة النشاط االقتصادي أو الصناعي كمسمى الهيئة امللكية للصناعات األسـاسـيـة أو التحويلية ومــا شابه ذلــك، األمــر الثالث أن حصر التسمية باملكان فقط يعطي انطباعًا راسخًا في ذهنية املخطط بعدم الخروج من شرنقة املـكـان مـن حيث املــبــدأ، حتى وإن وجــدت الـفـرصـة في مـكـان آخــر تتوفر فيه نفس املــزايــا، فـي حـن يمكن بـنـاء أكثر مــن حــوض للصناعات األسـاسـيـة، وفــي أكـثـر مــن مـكـان، ومن بينها مدينة «نيوم» الجديدة على سبيل املثال. األمـر الرابع واألخير أن هيئة اليوم غير هيئه األمس (وقت التسمية) بعد أن بلغ إجمالي االستثمارات في الجبيل 1.200 تريليون ريال وبنسبة مساهمة للناتج الوطني تصل إلى 8%، وبالتالي فهي مطالبة بـدراسـة إعــادة انتشارها ونطاقها املكاني والزماني وتأسيس أحواض ومجمعات صناعية جديدة، ألن حصر هذه الصناعات فـي مـكـان أو مكانن فقط قـد ال يـكـون مالئما من الناحية اإلستراتيجية.