شركات الوجبات السريعة والبدانة
مـــا نــشــرتــه «عــــكــــاظ» فـــي عـــددهـــا الــــصــــادر يوم الــثــاثــاء املــاضــي 19 فـبـرايـر 2018 عــن مناقشة مجلس الشورى ملشكلة بدانة املجتمع السعودي، والــتــحــذيــر مــن مــعــانــاة نـحـو 3 مــايــن طـفـل من البدانة، فضا عن البالغن، ذكرني بإحدى كبريات شركات الوجبات السريعة األمريكية والتي تنتشر في مـدن اململكة والتي أرغمت على إعــادة النظر في قائمة وجباتها السريعة من الهامبورغر، بعد أن اتضح أن منتجاتها تتسبب في بدانة شباب وشابات الواليات املتحدة األمريكية. وأظــهــرت اإلحـــصـــاءات الــتــي وردت فــي «عكاظ» أن ما نسبته %36 من سكان اململكة يعانون من البدانة والكروش، ما يتسبب في انتشار أمراض عدة لم نكن في اململكة نعاني منها قبل عقود كأمراض الـــــــقـــــــلـــــــب واملـــــــــعـــــــــدة والقولون. وأخطر ما أوردته «عكاظ» أن نحو 3 ماين طفل في اململكة يعانون من البدانة والكثير من البالغن (لم يذكر موضوع «عكاظ» نسبتهم يعانون من (كروش) تــتــدلــى أمـــامـــهـــم، بــشــكــل ربـــمـــا اعتبره البعض مظهرا من مظاهر الوجاهة املجتمعية!. واملثير للعجب حول هذا املوضوع بالذات تجاهل الهيئات الحكومية الغذائية لهذا املوضوع وتغاضيهم عــــن اتــــخــــاذ أي إجــــــــراء ضــــد شركات الـوجـبـات السعودية الـتـي تنشر األطعمة القاتلة رغـم تزايد انتشارها في اآلونــة األخيرة، وأذكـــر أنـنـي كنت فـي رحـلـة داخلية مـن الرياض لجدة قبل فترة وبعد دخول معظم الركاب للطائرة دخــل أحــد الشباب الـبـدنـاء، ولــم يكن يتجاوز العقد الثاني من عمره، وعندما أشــارت له مضيفة الــطــائــرة ملـقـعـده املــحــدد اتضح
استحالة جلوسه على ذلك املقعد لضخامة جسمه لدرجة أن حزام املقعد املخصص له لم يكن باإلمكان ربطه، وبعد أخذ ورد من طاقم الطائرة تمكن مشرف الخدمات بـالـطـائـرة مــن الـحـصـول عـلـى موافقة كـــابـــن الـــطـــائـــرة عــلــى نــقــل مقعده لدرجة رجال األعمال!. أتساء ل وأنا أكتب هذا املوضوع عـــــن حـــيـــثـــيـــات بـــحـــث مجلس الشورى لهذا املوضوع الشائك، فــــي غــــيــــاب الـــهـــيـــئـــات الغذائية، وربما «البلديات» عن دراســة ظاهرة بدانة شبابنا وشاباتنا املنتشرة حولنا أينما ذهـبـنـا، وهـــي ظــاهــرة خـطـيـرة، خـصـوصـا أن أحــد أصـدقـائـي مـن األطــبــاء أشــار إلــى ظاهرة غريبة وهي الوفاة أثناء النوم لشباب وشابات في عمر الورد.