فساد احلسابات املشبوهة !
تــتــنــاقــل وســـائـــل الـــتـــواصـــل أو «الـــتـــســـافـــل» حسب التسمية املستحقة لبعض ما يبث فيها من بذاءات، رســائــل قـــدح خـطـيـرة طــالــت عــشــرات وربــمــا مئات املــوظــفــن الــعــامــن ورجــــال األعــمــال واملـجـتـمـع ومــــاك مخططات األراضــــــي الــتــي بــيــعــت مــنــذ ســـنـــوات طــويــلــة وأصــبــحــت مأهولة بالسكان، وهي رسائل تنشر في املواقع تحت اسم رمزي مستعار ال يعلم إن كــان يبث رسائله امللغومة مـن الـداخـل أم مـن الخارج، ولــكــن مــا يـطـلـق مــن تـهـم لــو ثـبـت «عــشــر» مــا جــاء فيها لــكــان من الواجب تحرك جهات االختصاص للتحقيق فيها ومعرفة الحقيقة ومحاسبة املتهمن بالفساد، ويعيد تغريداته ويغرد معه آخرون بـنـفـس الـطـريـقـة واألســـلـــوب، ولــكــن عـــدة شــهــور انــطــوت عـلـى تلك الرسائل الهابطة مبنى ومعنى دون أن نسمع أو نقرأ عن تحرك رسمي، إما إليقاف تلك الرسائل التي تحمل السب والقذف والتهم الخطيرة والعنصرية والتحقير الذي ال يبقي وال يذر، أو لوضع اليد على مكامن الفساد -إن وجــد- ومــن يقف وراءه مـن األسماء املتهمة الواردة في تلك الرسائل، فلم يعد أحد قادرا على تفسير ما يحصل بطريقة موضوعية! ومــن املــؤســف أن بعض متابعي هــذا الــنــوع مــن الـرسـائـل تنطبق عليهم صفة أنهم «أتـبـاع كل ناعق»، فا يمرر لهم املشبوه الكرة ضــد اســـم مــن األســـمـــاء، إال وتـنـطـلـق الـتـعـلـيـقـات الــقــادحــة للذمم املوسعة ملا جاء في الرسائل من اتهامات فكل واحد يضيف تعليقًا يـؤكـد فيه صحة اتـهـامـات «كبيرهم الــذي علمهم الــقــذف» ويزيد عليها أضعافها من التهم الجاهزة التي قد ال يسندها دليل مادي أو موضوعي، حتى انـحـدر مستوى مـا يبث فـي املـواقـع مـن قذف واتهامات وسباب إلى حده األدنى الذي يوجب العقوبة املنصوص عليها في الشرع واألنظمة الرسمية، فهل ما يحصل على صفحات تلك املواقع شيء معقول أو مقبول؟ وإلى متى سيظل الحبل على الغارب وتستمر وسائل التواصل على هذا النحو من التسافل الذي يــزرع األحـقـاد فـي النفوس ويشجع على تـبـادل الـقـذف والشتائم واأللفاظ العنصرية البغيضة، ويدعو إلى تفكك اللحمة الوطنية التي بنيت قوية شامخة عبر عشرات السنن من البناء الوطني لهذا الكيان الكبير أقول إلى متى وال أملك أي جواب؟.