وباء الفالشات والشهرة
- يقول جوستاف لوبون أحد أشهر فالسفة الغرب في كتابه (سيكولوجية الجماهير) «الجماهير مجنونة بطبيعتها، فالجماهير التي تصفق بحماسة شديدة ملطربها املفضل أو لفريق كرة القدم الذي تؤيده تعيش لحظة هلوسة وجنون، والجماهير التي تصطف على جــانــبــي الــطــريــق ســاعــات وســـاعـــات كــي تـشـهـد مرور شخصية مشهورة أو زعيم كبير للحظات خاطفة هي مجنونة». وقال في جزئية أخرى: «إذا أحبت الجماهير دينا ما أو رجال ما تبعته حتى املوت». - تخيلت هذه املقدمة وأنا أتذكر كيف استقبلت بعض جماهير األنــديــة الـجـمـاهـيـريـة بـعـض الـنـجـوم الذين قــدمــوا مــن أنــديــة أخــــرى اســتــقــبــاال حــافــال وصـــل إلى حد املبالغة أحيانا، حينها نحن أمــام سيناريوهات مختلفة؛ إما أن ال يستطيع هذا النجم التأقلم مع هذه األجـــواء وبالتالي تفشل تجربته مـبـكـرا، أو أن يبدع الـنـجـم الـــقـــادم إلـــى مـحـيـط الــشــهــرة والـــثـــراء الفاحش واألضــــــــواء وفـــالشـــات الـــكـــامـــيـــرات ووســـائـــل اإلعـــــالم، ويقدم مستويات خرافية يدخل معها قلوب الجماهير بسهولة، ثم ال يلبث أن يبدأ سيناريو آخر من التراجع في املستوى لظروف معينة قد تكون خاصة بالالعب أو بـــاألجـــواء املــحــيــطــة بـــه، واألمــثــلــة عــلــى هـــذا األمر كثيرة. - في السيناريو الثاني قد يكون وضعهم أكثر صعوبة في التعامل مع الواقع بعد أن عاشوا أجواء النجومية والــــشــــهــــرة، فـــتـــبـــدأ الـــضـــغـــوطـــات عــلــيــهــم الستعادة مستوياتهم ومكانتهم السابقة، وقتها قد يتفاجأ هذا النجم بأن املدرج الذي أوصله عنان السماء في سنوات مضت أصبح ال يطيق رؤيته في امللعب، وقد يدخل مع املدرج في صراعات هو الخاسر فيها في النهاية. - عـــزيـــزي الــنــجــم تــأكــد أنـــه مـهـمـا وصــلــت إلـــى قلوب الجماهير ووضعت لك مكانة خاصة فالبد أن تكون ذكــيــا وبـــارعـــا فـــي الــتــعــامــل مـــع األجــــــواء واملتغيرات املحيطة بك حتى ال تخسر ما بنيته بجهدك وعرقك في سنوات، وهنا أنت من يقرر إما أن تعيد بناء الثقة من جديد وتعود كما كنت حتى تخرج من الباب الكبير، أو تستسلم لهذه الضغوطات والصراعات، وبالتالي يكون خروجك من باب ال يليق بك وال باسمك.