سالم كبير على السيادة..!

اإلثنن املاضي نقلت وسائل اإلعالم مشاهد طرد املندوب القطري محمد العمادي في غزة من قبل مئات الفلسطينين الذين قذفوه باألحذية، ومزقوا علم بالده كرد فعل طبيعي على السياسة القطرية الــســوداء الـتـي تسببت فـي تـأزيـم الــداخــل الفلسطيني طــوال ســنــوات، وأوصلت الفلسطينين بمكائدها وخبثها ومالها القذر إلى االنقسام واالقتتال وتضييع هدف قضيتهم األسمى، بل وخسارة حتى التعاطف العاملي مع قضيتهم. عقب الحادثة بأيام خرج العمادي عن صمته، وكشف أنه زار إسرائيل نحو 20 مرة، منذ العام ،2014 موضحًا أن تلك الزيارات اتسمت بالسرية، لكنها لم تعد كذلك اليوم، وهو بذلك يعري الدور القطري التآمري الذي طاملا حذرت منه دول املنطقة وسعت إلقناع النظام القطري بالتخلي عنه دون جدوى. اعــتــراف الـعـمـادي الـصـريـح بــزيــاراتــه املـتـكـررة إلسـرائـيـل بمعدل 7 زيــــارات في السنة الـواحـدة يأتي اآلن كمحاولة للتقرب من اللوبي اليهودي في الواليات املـتـحـدة الــذي لـجـأت لـه الــدوحــة راكـعـة ذليلة ليدعمها فـي تبييض صفحتها السوداء املتعلقة بدعم اإلرهاب في املنطقة طوال السنوات املاضية، وقد خذلها ذلــك الـلـوبـي منذ الـبـدايـة إلدراكـــه مــدى خــطــورة ملفها فــي (تـمـويـل الجماعات اإلرهابية ودعمها لوجستيًا في مختلف مناطق الصراعات حول العالم)، حتى وصلت املساعي القطرية إلى اشتراطات مهينة لنظام الدوحة الذي يعمل منذ سنوات على تقديم نفسه عبر إعالمه املفضوح كمناصر لقضايا شعوب املنطقة، ويصرف املليارات على مكياجه السياسي فيما يطعن هذه الشعوب في الظالم ويتعامل مع أعدائها من تحت الطاولة. وفق تقارير خاصة كانت أهم األوامر التي وجهها رئيس املنظمة الصهيونية في واشنطن ألمير قطر قبل الحديث عن أي إجراء تعاوني لتغطية ملفات الدوحة اإلرهابية في الواليات املتحدة هي: نووي. التوقف عن الدعاية لحكومة إيــران اإلرهابية وادعــاء حقها بالحصول على سالح - التوقف عن دعـم تنظيم اإلخــوان اإلرهـابـي والـقـرضـاوي، وعـن تمويل تنظيم حماس اإلرهابي املنقلب على السلطة الفلسطينية الشرعية والسبب الرئيسي في سقوط مساعي السالم. واليهود. ضرورة استخدام قناة الجزيرة ومنظومة قطر اإلعالمية لنقل صورة إيجابية عن إسرائيل هذا بجانب عدد آخر من األوامــر التي تأتي في السياق ذاتـه وتنهي بشكل تام وهم السيادة القطرية، بل وتقتلعه من جـذوره، وقد وافقت قطر وهي في غاية الــذل على تلك األوامـــر دون نـقـاش أو تـــردد، على أن يـكـون التنفيذ بشكل غير معلن، لكن املنظمة الصهيونية أجبرتها على عدم املراوغة والبدء في التنفيذ فورًا، وهو ما سيتضح من سلوك قطر السياسي خالل األسابيع القادمة، وسالم كبير على السيادة!