Okaz

صن.. حكم.. 400

-

لم ألعب «البلوت» قط، فشلت في تعلمها منذ وقت مبكر، رغم املحاوالت املـتـكـرر­ة والــجــاد­ة والـصـبـور­ة مـن قبل بعض الــرفــاق لتعليمي أسرارها، تــنــاوب أكــثــر مــن صــديــق عـلـى شــرح اللعبة نـظـريـا وتطبيقيا، لـكـن دون جدوى، كان شيء داخلي نفسي وعقلي يحول دون تعلمي هذه اللعبة التي أسرت عقول املاليني من السعوديني، فما أن يبدأون تعليمي حتى أصاب بتناحة تكفي لكل البشرية، نفد صبرهم علي وتركوني، فبقيت ضمن قلة قليلة في هذه البالد لم يلتحقوا بحزب «البلوت»! كنت أجيد لعبة «الكنكان» لكن دون تميز، أستطيع أن أصنف نفسي بأنني العــب جـيـد، ومــع هــذا سـعـدت كـثـيـرا بــاإلعــا­لن عــن إطـــالق بـطـولـة اململكة للبلوت، لقناعتي بأن إثراء الفعاليات االجتماعية باملسابقات والبطوالت واملهرجانا­ت الترفيهية املتنوعة يساعد كثيرا في تحسني جودة الحياة فـي بـالدنـا، ويتيح فرصا واسـعـة أمــام الشباب لتقضية األوقـــات املسلية بممارسة هواياتهم بشكل منظم، ويعزز ويدعم الحياة العامة للمجتمع السعودي. لـقـد كـنـا نـشـاهـد فــي املـجـتـمـ­عـات املـتـقـدم­ـة أشــكــاال كـثـيـرة مــن املسابقات الترفيهية التي تعكس اهتمامات هـذه الشعوب وحضارتها، مسابقات ومـهـرجـان­ـات لكل شـــيء.. للكبار والــصــغـ­ـار.. للرجال والــنــسـ­ـاء.. وبعضها تتناقلها القنوات التلفزيوني­ة ووكاالت األنباء إما لطرافتها أو لغرابتها أو ألي سبب آخر.. لـدي قناعة كاملة بـأن مثل هـذه األنشطة ستساعد في الحد من الظواهر السلبية فـي املجتمع، وأي نشاط بــريء يتاح أمــام الشباب سيساهم في صرفهم عن أنشطة وهوايات ضارة، وسيحتويهم ويشغل أوقات فراغهم بما يجنبهم مزالق املغريات السيئة والضارة. لقد أصيبت حياتنا بالتصحر طيلة عقود، وكانت حياتنا االجتماعية العامة فقيرة من املسليات والترفيه البريء، ووجد الشباب أنفسهم يدفعون من حيث ال يدرون إلى االستراحات املغلقة خلف الجدران الطويلة، حيث تعيش كل مجموعة من الرفاق حياتها السرية البعيدة عن رقابة أهاليهم ومجتمعهم، وتعمقت جــدران الفصل والعزل بني الجنسني على نحو لم يحدث في أي مجتمع آخر يعيش على هذا الكوكب. وهـــا نــحــن نــبــدأ مــشــوار الـــعـــو­دة لـلـحـيـاة الـطـبـيـع­ـيـة كــالــتــ­ي تـعـيـشـهـ­ا كل املجتمعات، وأنا على ثقة بأن مجتمعنا السعودي قادر وبسرعة على بناء حياة طبيعية، وسيحد كثيرا من الظواهر السلبية التي أفرزتها وأنتجتها سنوات التصحر االجتماعي. وإذا كانت بطولة «البلوت» هي األولى من هذا النوع، فمن املؤكد أنها لن تكون األخيرة، وستكون هناك بطوالت ومسابقات ومهرجانات وملتقيات لكل األلعاب والهوايات. ملحوظة: الـعـنـوان هــو مطلع «مـنـلـوج» عــن لعبة الـبـلـوت لـلـراحـل لطفي زيني.

 ??  ?? جـــدل
جـــدل

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia