إجابات من خلف النقاب

ظلت الزوجة تتربع على منصة السلطة غير املرئية، فكل رجل يدعي أنه ال يهتز له رمش أمام أم العيال، إال أن الواقع يؤكد أن الركب واألسنان تصطكان ألي غضنفر ملجرد وقوفه أمام تلك السلطة املستبدة التي ال تراعي إال وال ذمة لهذا األسد املنكسر أمامها، بينما ينفخ صـدره في املجالس واملقاهي بأنه ال يشق له غبار داخل البيت، وحقيقة الحال أن الغبار يخرج من تمحكنه بـاألرض لكي ينفذ من أي لوم أو تقريع يمكن أن يجده من زوجته املمسكة بأذنه كخروف العيد. وألنها صاحبة (الشكم) فاألغلبية من الرجال يطلقون عليها وزارة الداخلية، أي أنها العارفة ببواطن األمــور، والكاشفة عن أي خلل يمارس في الخفاء، ويمكن لها أن تريك النجوم في عز الظهر. وفي استطاع أجرته القناة الثقافية يقوم الضيف باإلجابة عن سؤال واحد: هل تستطيع التخلي عن زوجتك؟ بمعنى تطليقها أو لو عاد بك الزمن للخلف هل تتزوجها؟ كانت إجابات األسود إجابة واحدة: لن أتخلى عن زوجتي. وإن أراد البعض منهم االستظراف إال أنـه يعود إلـى جادة الزوجية. وهذه اإلجابة الواحدة للرجال يمكن مراجعتها إن لم يكن املسؤول أمام الكاميرا، واملدهش في االستطاع ذاته أن السيدات كانت إجابتهن واحدة أيضا وهي: التخلي عن الزوج ولو عاد بها الزمن لن تتزوج زوجها. وهــــذه اإلجـــابـــة تـــتـــوازى مـــع إجـــابـــة الـــرجـــال لــكــن ثــمــة سرا فـي إجـابـة الـنـسـوة والـسـر أنـهـن منقبات فـا يـعـرفـن، أي أن االختباء خلف عـازل يمكن املـرء من قول حقيقته الداخلية، ولو افترضنا لو أن الرجال (طقوا اللثمة) ستكون اإلجابة متساوية في اإلقبال على التخلي عن الزوجة. وإذ لم تكن كذلك فهذا يعنى أن الرجال أكثر وفـاء وحرصًا على بقاء أم العيال في سدة تسلطها. بينما تمنحنا إجابة السيدات املتخليات عن (الـرجـال) السر وراء مقولة الرجال: إن املرأة تنسى. ولــو حملت إجـابـة النساء على محمل الجد فيمكن تعليل إقـــدام الـنـسـاء على الخلع (وبـكـثـافـة) حتى لــو خـسـرت دفع املهر الـذي دفعه الغضنفر منذ عشرين سنة أو يزيد، وهو بهذا السلوك قليل مروءة ويستحق أال تواطنة املرأة للحظة واحدة. مقالة اليوم استظراف والله يعني على أم العيال لو قرأتها. (وعلشان أطينها) (سأطق اللثمة) داخل البيت وأقول رأيي بصراحة. بس فني الكاميرا!