التحديث واإلصالح.. يعانقان السماء
حزمة األوامر.. تسريع اخلطى لـ »2030«
تأتي األوامــر امللكية، التي صـدرت أمـس األول، استمرارا لــنــهــج خـــــادم الــحــرمــن الــشــريــفــن املـــلـــك ســلــمــان بن عـــبـــدالـــعـــزيـــز وحــــرصــــه واهـــتـــمـــامـــه بالتحديث والــتــطــويــر ملــســيــرة الـــدولـــة بــمــا يــحــقــق النفع والــفــائــدة لـلـشـعـب الــســعــودي، بــاعــتــبــار أن األوامــر امللكية خير شاهد على ما تنعم به السعودية من أمن وأمان واستقرار، إلى جانب اختيار الكفاءات الشابة وضـــــــخ الـــــــدمـــــــاء الـــــجـــــديـــــدة في الــعــديــد مــن قــطــاعــات الدولة، وفـــــــــي مــــقــــدمــــتــــهــــا إمـــــــــــارات املـنـاطـق وبـعـض الوزارات والقطاعات املهمة. إن األوامــــــــــــــــــــر امللكية األخـــيـــرة ســتــعــمــل حتمًا على دفع مسيرة التنمية فـي اململكة، وتحقق املزيد مــن الـنـهـضـة والــنــمــاء لــلــوطــن واملـــواطـــن، وســتــكــون نــــواة ونقطة تـحـول ملستقبل تتحقق مــن خــالـه األهــــداف الـطـمـوحـة والخطط اإلسـتـراتـيـجـيـة لـكـافـة املــشــروعــات الـتـنـمـويـة بـمـا يــواكــب التحول الوطني والرؤية السعودية .2030 وعـنـدمـا نتحدث عـن األوامـــر الـتـي تضمنت عــددا مـن التعيينات في القطاعات العسكرية فإنها تأتي حتمًا في إطار حرص الدولة على إعطاء االهتمام األكبر للقطاع العسكري، ملا يمثله من أولوية إستراتيجية لدعم األمــن واالسـتـقـرار والـدفـاع عـن أراضــي اململكة وسيادتها، إضافة إلى أن األوامــر امللكية تضمنت تغييرات في بعض أمراء املناطق ونواب الوزراء، في تعديل واسع النطاق يعتبر األوســع فـي مـجـاالت اقتصادية وخدمية وعسكرية رئيسية، عبر ضخ دماء شابة جديدة في مفاصل الدولة. األوامر امللكية التي صدرت أمس األول ما هي إال استكمال ملسيرة التنمية والـتـطـويـر الـتـي بــدأهــا املـلـك سـلـمـان مـنـذ تـولـيـه مقاليد الـحـكـم، ومـتـوافـقـة مــع متطلبات املـرحـلـة الــتــي تقتضي التغيير وبناء اإلنسان واملجتمع على أسس من الشراكة، وتحمل املسؤولية، والتجديد في املمارسة، والوعي بحجم التحديات، واالنسجام في كل ذلك مع رؤية اململكة الطموحة ،2030 التي تبناها سمو ولي العهد، بما تتفرد به من إمكانات اقتصادية واستثمارية، وموقع جغرافي مهم على خريطة العالم، وخدمة األماكن املقدسة في مكة املكرمة واملدينة املنورة، إذ ال ينافس اململكة أحد في هذه املحاور الـثـاثـة، وهــو مــا يعني بـنـاء رؤيـــة على إستراتيجيات واضحة، وثابتة، وراسخة في التعاطي مع مرحلة ما بعد النفط، والتقدم إلى املكان الائق باململكة كعضو في مجموعة العشرين، والتأثير في صناعة القرار العاملي. عملية اإلصاح التي ينتهجها امللك سلمان ال ترتبط فقط بتغيير املسميات واألشــخــاص، وإنــمــا الـبـقـاء على إستراتيجية التطوير والتحديث والتحول للمجتمع، مع تغيير السياسات ذات العاقة بتوجهات تلك اإلستراتيجية، ومـا يبنى على هـذه السياسات من أهداف محددة تمنع التداخل في الصاحيات، وتساعد على سرعة اتخاذ القرار، والحد من البيروقراطية، وتحقيق الشفافية، ومكافحة الفساد، والعدالة والتنمية االجتماعية، وهي مكونات أساس للحكم الرشيد الذي ينشد اإلصاح الحقيقي في أسرع وقت.. أمام هذه األوامر امللكية نجد أنفسنا كمواطنن أمام رؤية ال يمكن أن تحقق التغيير ما لم نتغير معها، ونستجب لها، ونتحمل كثيرًا في سبيل الوصول إليها، وأمام تحوالت تاريخية واقتصادية لوطن ال يمكن أن يتنازل عن ثوابته وفي الوقت نفسه لن يتراجع عن مكانته، وهي معادلة تعني باختصار أن التحديث واإلصاح حتمي.