الزيارة والثقل السعودي
مثلت زيـــارة ولــي الـعـهـد األمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا الــتــي اخــتــتــمــت أمــــس، نموذجا عــالــيــا لـلـعـمـل الــســيــاســي املثمر والــفــاعــل، إذ حـقـقـت عــلــى أرض الـواقـع األهـــداف املتوخاة منها، بـغـض الـنـظـر عــن كــل املهاترات والــــــصــــــغــــــائــــــر الـــــــتـــــــي حـــــاولـــــت بـعـض الـــدول املــأزومــة إحداثها للتشويش عليها. هــــــذه الــــــزيــــــارة الـــنـــاجـــحـــة بكل املــــــقــــــايــــــيــــــس، اســـــتـــــطـــــاعـــــت في املـــقـــام األول أن تـــقـــدم للساسة البريطانين االنطباع اإليجابي عـــــن جــــديــــة اإلصــــــاحــــــات التي يــــشــــرف عــلــيــهــا األمـــــيـــــر محمد بــن ســلــمــان ويــقــودهــا شخصيا فـي اململكة على كـافـة املجاالت، والــتــي تبشر بـسـعـوديـة جديدة متطلعة لألمام. وكـــانـــت املــبــاحــثــات الــتــي جرت خــــــال الــــــزيــــــارة عـــلـــى املستوى الــســيــاســي والـــتـــي جــمــعــت ولي الــــعــــهــــد مــــــع رئــــيــــســــة الــــــــــــوزراء البريطانية تيريزا مــاي ووزير الــخــارجــيــة بــوريــس جونسون، مـــثـــمـــرة ومـــفـــضـــيـــة إلــــــى وجــــود توافق في اآلراء املتعلقة بأزمات الشرق األوسط، وتفهم بريطاني ملــــــواقــــــف املــــمــــلــــكــــة حـــــيـــــال تلك األزمات. أمـــا عــلــى املــســتــوى االقتصادي فـــيـــكـــفـــي أنـــــــه تـــــم عــــلــــى هامش الــزيــارة توقيع اتـفـاقـيـات بلغت أقــيــامــهــا أكــثــر مـــن 7.78 مليار ريـــــــال بــــن جــــهـــات ومؤسسات ســـعـــوديـــة وبـــريـــطـــانـــيـــة، تشمل عـددا من املجاالت منها الصحة واالستثمار واالبتكار والطاقة. واالتــــــفــــــاق عـــلـــى هــــــدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بــنــحــو 90 مـــلـــيـــار دوالر على مدار األعـوام املقبلة، إضافة إلى مـنـح الهيئة الـعـامـة لاستثمار فــي اململكة 10 رخــص لشركات بــــريــــطــــانــــيــــة لــــاســــتــــثــــمــــار في اململكة. كل ذلـك يؤكد األهمية القصوى لـــزيـــارة ولـــي الــعــهــد لبريطانيا والـثـقـل السياسي واالقتصادي للمملكة ودورهــا املـحـوري على كـافـة األصــعــدة، فــي ظــل القيادة الــرشــيــدة والــســيــاســات املتوثبة لألمام، ولو كره املأزومون.