ضم الكليات التقنية للجامعات.. احللم املرتقب
اســــتــــبــــشــــر كــــــثــــــيــــــر مــــن مــــــــــنــــــــــســــــــــوبــــــــــي الــــــتــــــدريــــــب التقني بــتــصــريــح وزيــــــر التعليم أثـــنـــاء تــدشــيــنــه هـــويـــة املؤسسة العامة للتدريب التقني واملهني الجديدة، حينما قــال: «املـشـروع املعلن عنه سابقًا لدمج الكليات التقنية مع الجامعات وإنشاء جامعات تطبيقية، ال يزال تحت الدراسة وسيرفع قريبًا إلـــى مـجـلـس الـــشـــؤون االقــتــصــاديــة والتنمية للنظر فـيـه»، أدخــل ذلــك التصريح الـسـرور في نــفــوس كـثـيـر مــن مـنـسـوبـي الــتــدريــب التقني، الذين يحلمون بهذه الفرصة، خاصة وتقلبات املــؤســســة الــكــثــيــرة وعــــدم ثــبــاتــهــا عــلــى خطط واضـحـة أربــك الكثيرين منهم، علما أنــه سبق أن نــاقــش مـجـلـس الــشــورى أواخــــر 2017 أداء املــؤســســة الــعــامــة لــلــتــدريــب الــتــقــنــي واملهني واتهمها العضو الدكتور منصور الكريديس أنها تعمل بعيدا عن الواقع، وتساءلت وقتها الدكتورة فــردوس الصالح عن أعــداد خريجي املــؤســســة الـعـامـلـني فــي نـفـس تـخـصـصـهـم، بل وصرحت العضو الدكتورة سامية بخاري أن بطالة خريجي املؤسسة الحالية ال تشجع على االنضمام لكلياتها رغـم سعيها إلـى مزيد من القبول. وضمالكلياتالتقنيةللجامعاتفيهفوائدكثيرة ملخرجات التدريب التقني، وتنظيم لها بشكل ال يتداخل مع ما تقوم به الجامعات، ومعروف أن أكثر من 03٪ من خريجي الكليات التقنية من تخصصات إدارية تدرسها الجامعات كاإلدارة والـــتـــســـويـــق واملـــحـــاســـبـــة، إضــــافــــة لتخصص الحاسب اآللـــي الـــذي تــدرســه كــل الـجـامـعـات السعودية، والحاجة ملرحلة الدبلوم تكاد تكون معدومة اآلن خاصة وكل خريجي الحاسب في املؤسسة يدرسون اآلن للحصول على البكالوريوس. ولـــو اسـتـعـرضـنـا عـــدد مــتــدربــي املــؤســســة في الكليات التقنية لعام 1437 لوجدناه فـي 52 كلية بنني 115045( متدربا) و53 كلية للبنات 19968( متدربة) والـعـدد اإلجمالي 135013 مــتــدربــا ومــتــدربــة، وعــــدد الـخـريـجـني 19967 متدربا ومتدربة، ولو تم استبعاد متدربي املواد النظرية كــاإلدارة والتسويق واملحاسبة التي تدرسها كل الجامعات، وأيضا تـــم إيـــقـــاف بـــرنـــامـــج الـــدبـــلـــوم في الحاسب اآللـــي، لقل الـعـدد بشكل كــبــيــر جـــــدا يــتــخــطــى ،٪60-50 وهــو مـا يتوافق أيضا مـع توجه املؤسسة في رفع مؤهالت خريجيها في مرحلة الدبلوم إلى البكالوريوس، حيث تدرس 8 كليات البكالوريوس ورغم أن املــتــقــدمــني بــلــغ عــددهــم 6031 خــريــجــا من الــدبــلــوم إال أنــه لــم يـتـم قـبـول إال 822 متدربا فــقــط، بـنـسـبـة ال تــتــجــاوز 9٪، وهــــذا يــؤكــد أن الــحــاجــة اآلن لــحــمــلــة شـــهـــادات البكالوريس فــأعــلــى، وأن إقــــرار الــدبــلــوم قــبــل أكــثــر مــن 30 ســــنــــة كان ألن خريجي البكالوريوس في الجامعات وقتها يتم توظيفهم فـي الدولة، ومعها تـم إقـــرار مرحلة الدبلوم القطاع الخاص بالوظائف التي لتغذية يحتاجها. ويـحـتـاج تصريح وزيـــر التعليم إلــى دراسات مسحية لواقع التخصصات التي تدرب عليها املؤسسة، ومواءمتها لحاجة سـوق العمل في الوقت الحالي، ومتابعة للخريجني وهل مارسوا العمل في املهن التي تدربوا عليها، وربما لو تم االقتصار على التخصصات التقنية واملهنية كامليكانيكا والكهرباء واإللكترونيات وبعض التخصصات النسائية كالتجميل والخياطة، وما يأخذ في طابعه الجانب العملي التطبيقي ولـيـس الـنـظـري لـكـان أجـــدى، وربــمــا لــو ركزت املؤسسة على هذه املجاالت التطبيقية ووظــــــفــــــت قـــــدراتـــــهـــــا ومدربيها ودراستها لهذا األمر لحسنت من مخرجاتها، وليس كما وصفها أحـــــد أعـــضـــاء مــجــلــس الشورى «بعضهم ال يستطيع تغيير ملبة محروقة»، وهو ما سيضفيه ضم الكليات التقنية للجامعات، بتوحيد القبول فـي تخصصات معينة تشبع منها الـسـوق ورفعها لـدرجـة البكالوريوس فـي ظل عـــدم الــحــاجــة لـخـريـجـي الــدبــلــوم، وتخصص املؤسسة فـي الجانب التطبيقي العملي الذي يـــحـــتـــاج لـــــــورش ولــــيــــس قــــاعــــات محاضرات نظرية!