Okaz

ثقوا باملرأة

-

ربما أكثر مشكات النساء قائمة على فراغ الثقة بهن، حيث إن الثقة التي يفترض أن تعطى للمرأة هي في األصل ركيزة التشارك في الحياة االجتماعية، وهي محور كل بنية أسرية في املجتمع، لكننا نجد أن القناعة لـدى الكثير بخاف ذلك حـتـى عـنـد بـعـض الـنـسـاء أنـفـسـهـن، فـهـي تشير إلــى أن املرأة بالطبيعة كائن أدنــى مـن الـرجـل، مما يجعل الثقة بها أمرا صعبا، حيث يعتبر أن نجاحها منافسة لـه أو تفوق عليه، وهــــذا األمــــر ال شــعــوري يـدفـعـه عـــدم الــقــبــ­ول لــــدور املــــرأة من األصل. تصور الصورة الذهنية املرأة األكثر احترامًا في دور «املطيعة» أي التي ال تجعل من نفسها شيئًا إال إرضـاء الغير، باملقابل فــإن البيئة الـتـي يعتبر فيها الــرجــل «ســيــدًا» يقلل بالتالي من قيمتها ويختزل أبعاد مهمتها االجتماعية واإلنسانية في ذات تتبعه أو تستظل به وتخدمه، بينما يعتقد أنها ال تستطيع أن تحقق أمرًا من أمور حياتها إال بإشرافه، ويتعامل معها على أنها أقل منه، لذلك فهي غالبًا ال تحصل على الدعم الذي يحترم كيانها كعضو فاعل في املجتمع والذي يمكنها من تحقيق دورها االجتماعي من خاله. قد يكون دافع املرأة في تحقيق هذا االحتياج ذاتيًا، واملهم في ذلك أن تملك الحق في حرية االختيار، وعلى املقابل يجب أن نخرج املرأة من اعتقاد أن دورها امتداد لدور الرجل إلى الدور التكاملي الفاعل، فا يتوجب األمــر عليها تقديم التنازالت التي تقلل من قيمتها وتجعلها بالفعل دونًا عنه. من املؤسف أن تصور الثقافة للمرأة بأن الحديث عن حقوقها وحـريـاتـه­ـا خـــروج عــن تعاليم ديـنـهـا، وفــي الــواقــع أنــهــا إذا استطاعت تحقيق حريتها ستتمكن من تحقيق إنسانيتها؛ ألن معظم القوانني التي وضعت في املجتمع لم يضعها إال الــرجــال، حـتـى ســيــروا عليها حياتهم وأصــبــح مــن الصعب تغييرها أو تقبل أي طريقة أخــرى، وهــذا ما جعل الرجل ال يحترم املرأة التي تشاركه وتكون ندا له؛ ألنه يتعلم ويتربى على أن نموذج املرأة الكاملة هي األضعف منه. واقعنا يتمدن بصعوبة واملــســا­واة ال تقوم بسهولة في هذا الــواقــع، ولـكـن الـحـل مـن أجــل املستقبل مختصر فـي كلمتني: ثقوا باملرأة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia