والدة بركان »2-1«
من دار سيبويه للطباعة والنشر والتوزيع صدرت مجموعة قصصية لألديب فارس محمد عمر توفيق أثرى بها الساحة القصصية بأسلوبه الرشيق املتفنن، وال عجب فـإن األستاذ فـارس هو نجل األديــب السعودي الكبير محمد عمر توفيق، الرجل النزيه الظريف، وأحد أعيان اململكة العربية السعودية الذي قال عنه امللك فيصل «ليت عندنا اثنني من أمثال محمد عمر توفيق»، الــذي تولى وزارة املـواصـالت سنني عـديـدة، ثم أضيفت ملعاليه وزارة الحج بعدما أعفي منها الشيخ حسني عرب بناء على طلبه، ثم استعفى األستاذ محمد عمر من وزارة الحج، وبعد ذلك تقاعد من وزارة املواصالت بناء على طلبه وبإلحاح وتفرغ للرحالت وللكتابة األدبية حتى وافاه األجل عام ٤1٤1هـ عليه رحمة الله. لهذا قلت ال عجب أن يكون نجله أديـبـًا، وهــذا الشبل من ذاك األســـد، وقــد قـدمـت لكتابه هــذا وهــو بـعـنـوان «والدة فارس» اإلعالمية املعروفة األستاذة هدى الرشيد، وأثنت على الكتاب وحللت بعض قصصه وانتقدت البعض اآلخر، فكانت مقدمة بني التقريظ والنقد أو قل جمعت بينهما. والــقــصــة «والدة بــركــان» يـعـبـر عـنـهـا الــغــالف وهـــي عــن فتى يتعرض للقسوة وتـكـون النتيجة أن ينفجر ويـضـم الكتاب أربعًا وعشرين قصة قصيرة في نحو 200 صفحة. وليس من املتعارف عليه في فن القصة افتتاح الكتب بمقدمة املؤلف، بل املتعارف عليه إهـداء قصير ال يزيد على سطرين، ومن النادر أن يقتبس املؤلف أبيات شعر، فيما عدا من يختار بيتًا واحدًا، لكن لكل شيخ طريقة، فإن من يقرأ القصة األخيرة في ختام املجموعة بعنوان «شجرة» يـدرك أن املؤلف يمتلك نـاصـيـة األســلــوب األدبـــي والـتـصـويـر الـبـديـع ملــا يكتب عنه.. ويروي أو يرمي إليه. فهذه شجرة تالقي من صروف الحياة ما تالقي حتى يتعاطف معها القارئ ويشفق عليها ويرثي لها وهي تعاني من شظف العيش، واملاء األجاج أو العكر، والريح القاسية وتنغمس في الألواء والبلوى وتتيبس عروقها، ويتلبد الجفاف حتى يصل إلى لحائها، وتكاد تحتضر، ثم تدركها رحمة الله. وال أريد أن أفسد على القارئ استمتاعه بهذه املجموعة.. إنما هـي لفتة إلـى «فـــارس» قـدم إلـى ساحة األدب بهذه املجموعة التي تستحق التنويه.
السطر األخير:
للشاعر إيليا أبو ماضي: قــــــــــــــــــــال قـــــــــــــــــــــــــوم إن املــــــــــحــــــــــبــــــــــة إثـــــــــــــــم ويــــــــــــح بـــــعـــــض الــــــنــــــفــــــوس مـــــــا أغــــبــــاهــــا إن نـــــفـــــســـــا لــــــــم يـــــــشـــــــرق الـــــــحـــــــب فيها هــــــــــي نـــــــفـــــــس لــــــــــم تـــــــــــــدر مــــــــــا مــــعــــنــــاهــــا أنـــــا فــــي الـــحـــب قــــد وصـــلـــت إلـــــى نفسي وبـــــــــــــالـــــــــــــحـــــــــــــب قـــــــــــــــــد عــــــــــــــرفــــــــــــــت الــــــــلــــــــه