املطلق: منصات التواصل ليست معيارا للرأي العام
«اجلزائية»: صرف النظر عن قضية ناقلة «احلزام الناسف»
طــالــب عــضــو هـيـئـة كــبــار الــعــلــمــاء الــشــيــخ عــبــدالــلــه املطلق قــادة الفكر فـي اململكة بعدم قياس الــرأي الـعـام بما يكتب فــي وســائــل الــتــواصــل االجــتــمــاعــي، مـشـيـرا إلـــى أن أغلبهم مـن عديمي الـخـبـرة والـتـخـصـص، ومنهم أنــاس مجيشون ويـأخـذون مقابال ماديا ألغــراض سياسية، ولذلك يجب أن ال يعول عليهم في قياس الرأي العام، بل يجب أخذ آراء أهل الخبرة والتجارب، الفتا إلى أن وسائل التواصل االجتماعي لـم يسلم منها أحــد. جــاء ذلــك خــالل الـلـقـاءات التي يقيمها نادي مكة الثقافي األدبي تحت مسمى «املثقف القدوة»، التي اختتمها الشيخ املطلق بلقاء بعنوان «الوسطية واالعتدال»، بحضور عدد من األدباء واملثقفني بالعاصمة املقدسة. وطالب املطلق املثقفني األدباء باالعتدال في الخطاب الثقافي، والـسـيـر عـلـى املـنـهـج الـوسـطـي الـــذي يــقــوده الــنــص الحكيم والــعــقــل الـسـلـيـم، واالعــتــمــاد عـلـى الـعـلـم الــشــرعــي، ومراعاة القدرات وإالمكانات، موضحا أنه يجب على صاحب الخطاب الثقافي أن ال ينسى أنه داعية إلى الله بخطابه طالبا الثواب منه، فنحن في حاجة إلـى مشاركات أدبية تركز على مبدأ الوسطية وإصالح املجتمع، مشددا على ضرورة أخذ العلم من كبار السن الذين يحملون الخبرة الكافية للتعامل مع مستجدات العصر بعيدا عن ثورات الشباب الذين عليهم أن يأخذوا العلم من الكبار إذا كان هناك خالف وال ينجرفوا، فغالبية من ذهبوا إلى «داعش» من قليلي العلم. وأضـاف: «ما أجمل أن نعقد الحوارات الثقافية مع أبنائنا وإخـوانـنـا، وأن نحترم الناس في خطابنا، فمن لم يحترم الــنــاس لــن يــجــد تــجــاوبــا مــنــهــم، كــمــا عــلــى كــبــار الــســن من املثقفني واألدبــــاء أن يـتـصـدروا األنــديــة األدبــيــة والثقافية بشرط أن يكونوا على خلق ومن الذين يجمعون وال يفرقون كونهم من ذوي الخبرة التي يستفيد منها املجتمع». وفــي ســـؤال عــن فــتــواه الـسـابـقـة الـتـي أفـتـى بـهـا فــي اجتماع العائلة فـي مجلس واحــد، قــال: «أنــا قلت بالجلوس وليس بالخلوة، فلو جلس الـرجـل هـو وأخـتـه وزوجـــة أخـيـه وأمه وأخــيــه جميعا فــي الــتــزام بـالـحـجـاب الـشـرعـي فـهـذه ليست خلوة، فالناس قديما كانوا يركبون في سيارة واحدة نساء ورجــاال، وواقــع الكثير من الناس في القرى واألريـــاف أنهم يجلسون في مجلس واحد، وال يالمون على ذلك ألنه ليست هناك خلوة، املنهي عنه هو الخلوة والسفر من دون محرم». وأضــــاف: «التيسير والــتــشــدد أمـــران عـنـد الــنــاس، بعضهم يميل للتشدد، وبعضهم يميل للتيسير، والواجب أن توزن بميزان الشرع، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بني أمــريــن إال اخــتــار أيـسـرهـمـا، فالفقه لـيـس الـتـشـدد إنـمـا هو الرخصة من ثقة، ويجب على الشخص أن يفتي الناس بما يفتي به أسرته، وأن ال يفتي الناس بالتشدد ويفتي أسرته بالتيسير». أصدرت املحكمة الجزائية املتخصصة حكمًا ابتدائيًا بـحـق املتهمة بنقل الــحــزام الـنـاسـف الـــذي استخدم في الجريمة اإلرهابية التي استهدفت مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، بصرف النظر عن دعوى املدعي العام للنيابة العامة في قضيتها لعدم اخـتـصـاص الـقـضـاء الــفــردي بنظرها وأن املختص بالنظر هي دائرة قضائية مشتركة. وسبب القاضي حكمه بأنه وبعد التأمل في وقائع هـذه القضية ومـا آلـت إليه من تفجير مسجد قوات الـطـوارئ الخاصة في مدينة أبها بالحزام الناسف ومــا نتج عنه مـن مقتل 11 مـن رجــال األمــن و4 من العاملني باملوقع وإصابة 33 آخرين وفق ما أعلنته وزارة الداخلية في حينه ونظرا إلى اعتراف املدعى عليها املصدق شرعا والذي صادقت عليه أيضا خالل جلسات املرافعة، وأن دور املدعى عليها لم يقتصر على التستر بل إنها كانت رداء لزوجها وعونا له في التخفي والتنقل واإليواء ومساعدة له في التحضير لهذه الجريمة ومساهمة في نقل «الحزام الناسف» من الرياض إلى خميس مشيط وبخاصة أنها كانت على اطالع بمنهج زوجها وعزمه مع أفراد من تنظيم «داعـش» على القيام بعمليات إرهابية داخل البالد والتحضير لتلك الجرائم مدة طويلة. وقـــــال: «وهـــــذه الــتــصــرفــات الــتــي قــامــت بــهــا املدعى عــلــيــهــا أوصـــــــاف زائـــــــدة عــلــى مـــجـــرد الــتــســتــر على الجريمة مما ينبغي معه عدم االستهانة بما قامت به املدعى عليها من أدوار فاعلة ساهمت في تنفيذ هذه الجرائم التي تعد من جرائم الحرابة واإلفساد فــي األرض، وحـسـمـا ملـــادة الـفـسـاد ولتحقيق الردع والــزجــر وللحد مـن ضـلـوع املكلفة فـي تلك الجرائم ولبشاعة هذه الجريمة وألن نظر قضايا الحرابة من اختصاص القضاء املشترك ولجميع مـا تـقـدم، فقد حكمت املحكمة بصرف النظر عن دعوى املدعي العام لعدم اختصاص القضاء الفردي بهذه القضية. (ماذا يعني ذلك) اتـهـامـات املــدعــي الــعــام للنيابة الـعـامـة ضــد املدعى عليها كانت تشير إلى تسترها على ما قام به زوجها وانتمائه لتنظيم «داعــش» اإلرهـابـي واجتماعه مع عناصر ذلــك التنظيم، وطــالــب فــي الئـحـة اتهاماته بالحكم عليها بعقوبات تعزيرية فـقـط، حيث جاء حــكــم الـــقـــاضـــي بـــــأن املـــدعـــى عــلــيــهــا قـــامـــت بــــــأدوار تــجــاوزت التستر عـلـى الـجـريـمـة بــل إنـهـا شـريـك في مـا وقــع فـي تفجير مسجد قــوات الــطــوارئ الخاصة بعسير الذي راح ضحيتها 15 شخصا وإصابة 33 آخـريـن، ويعد مـا قامت بـه مـن أدوار فاعلة ساهمت في تنفيذ الجريمة وهي من جرائم الحرابة واإلفساد في األرض. وعند تأييد محكمة االستئناف الجزائية املتخصصة للحكم الــصــادر مــن املحكمة الـجـزائـيـة املتخصصة بصرف النظر عن دعوى املدعي العام للنيابة العامة في قضيتها لعدم اختصاص القضاء الفردي، فيحق لـلـمـدعـي الــعــام الــتــقــدم بـالئـحـة دعـــوى جــديــدة ضد املــدعــى عليها أمـــام املحكمة الـجـزائـيـة املتخصصة يطالب بعقوبات جرائم الحرابة التي تنظر من قبل القضاء املشترك (ثالثة قضاة).