Okaz

فتش عن املدير!

- عبدالعزيز أبوهبشة @Aabuhabsha­h

يتداول خبراء القيادة واإلدارة مقولة شائعة مفادها: «إن املوظفني الجيدين يغادرون حني تكون اإلدارة سيئة، أما املوظفون السيئون فيغادرون حني تكون اإلدارة جيدة»، هذه العبارة تعكس الدور الحيوي الذي تلعبه اإلدارة في تنمية رابط بالوالء بني املوظف ومكان عمله، فما يحفز املوظفني على االستمرار في وظائفهم ليس العائد املــادي، بل تأتي بيئة العمل في املقام األول، إذ إن املؤسسة التي يشعر موظفوها بـاالحـتـر­ام والتقدير يرتبطون بها برابط الــوالء، األمـر الـذي يجعل تركهم للمكان أمــًرا صعبا، وبالعودة إلـى العبارة التي أوردنــاهـ­ـا في بداية هـذا املقال فإن املقياس األدق لبيئة العمل الصحية هي تقييم نوعية املوظفني في تلك البيئة. وتـكـمـن أهـمـيـة بـيـئـة الـعـمـل املــحــفـ­ـزة فــي حـفـظ كــرامــة املوظفني األكفاء وتعزيز شعورهم باالحترام والتقدير وتعميق ارتباطهم باملؤسسة، خصوصا مـع تصاعد وتـيـرة الشكوى التي ال يكاد يخلو منها مجلس حني يبدأ شخص واحد على األقل في التعبير عن شعوره بالحنق والغنب نظير ما يالقيه من تعنت ممن يمكننا أن نطلق عليهم مصطلح «مــديــر الــصــدفـ­ـة»، وبـشـكـل أدق فهذا الصنف من املديرين هم األشخاص الذين ال يملكون الحد األدنى من الكفاية اإلدارية، ولكن الصدفة وحدها لعبت دورها لتهديهم املـنـصـب، هـــؤالء األشــخــا­ص فــي الــواقــع فــاقــدون للثقة ويسيطر عليهمدائما­الشعوربالت­هديدفتجدهم­يحرصون على تــقــريــ­ب غــيــر األكــــفـ­ـــاء وتــمــكــ­يــنــهــم ليقوموا فيما بعد بالتسلط على زمالئهم األكفاء والعمل على تحقيرهم واالنتقاص منهم وتهميشهم، بل يتجاوز األمر إلى تدبير املكائد والوشايات مما يخلق بيئة عمل طـــاردة ومحبطة. هــذا الــنــوع مــن املديرين يــحــرص عـلـى تـقـديـم الــرشــاو­ى املـعـنـوي­ـة إلى مــن يـلـتـف حــولــه مــن املــتــزل­ــفــني فــتــجــد­ه يــغــدق عـلـيـهـم باملديح، ويحرص على شراء والئهم عن طريق تشجيعهم على أن يكيلوا صنوف العنت إلى زمالئهم األكفاء. وملا كان اإلحساس بالغنب أحد األسباب املؤدية إلى االحتراق الوظيفي، األمـر الـذي يجعل املؤسسة تخسر كفاءة متميزة كان من املمكن أن يتم استغاللها وتوظيفها لتطوير آليات العمل. عالوة على ذلك فإن هذه البيئة تصيب الثقة بني املرؤوس ورئيسه في مقتل مما يجعل العالقة بني األطراف املعنية مبنية على التخوين. وعليه فـإذا كان إلكسندر دومـاس قد أطلق املثل الشهير: «فتش عن املرأة»، فإننا ومن هذه املقالة نقول في ما يخص بيئة العمل: «فتش عـن املــديــر»، فبيئة العمل املحفزة تتميز بـارتـفـاع درجة الــوالء الوظيفي نتيجة رضـا املوظفني عـن أدائـهـم وعما تقدمه املؤسسة لهم من دعم وترتبط ارتباطا وثيقا بوجود مدير يمتلك مهارات القيادة كما يجيد فنون اإلدارة، أما بيئة العمل الطاردة فتتميز بـانـخـفـا­ض درجـــة الـــوالء الـوظـيـفـ­ي وضـعـف اإلنتاجية مع ارتفاع اإلحساس بالغنب وارتفاع وتيرة تسرب املوظفني مع ارتباط وثيق بوجود أحد مديري الصدفة الذي يمتلك مهارات التطفيش كما يجيد فن اللعب على وتر فرق تسد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia