اختيارات املانع ترجح بـ«املوضوعي» على «الذاتي»
لحياد ذهني كون اإلنسان املتحضر ال يتاجر بالجمال، بل ينحاز له كليًا خصوصًا إذا كان الجمال محبوبًا واملحبوب جميال. يـهـمـس املــانــع مــجــددًا ويــجــهــر فــي الــوقــت ذاتــــه (ويا شينهـا ال صـــــرت مــحـــــروم االثـنـيـــن، وضـــــاع األمـل وشلون تقدر ترده) وهنا يبتعد باملؤمل عن أمله ويبني بن عاشق وبن معشوق ستارًا حديديًا من كلمات، ليفتح املغرم عينيه على سراب (ال حبيب يواسي وال مستقبل كاسي). ينتمي املانع إلى منهج شعري حواري. يضع االحتماالت. ويـعـدد الـخـيـارات. ويصنع بمهارة بابًا مـن سنديان ال حديقة خلفه وال سكن، وإنـمـا بــاب مفتوح على الـتـأويـل (ويــا شينها الخـتـرت واحــد بـاالمـريـن، حـبـيـب قـلب ثـم بـيـتـك تــهــده. ويـــا شـيـنـهـا ال بـــاع حــبــك ويـــا شـــن، حبك يهيـنك اقطعه ال تمده). غاية الشعر صياغة فتنة الكلمات، وإعــادة إيقاظ كلمات الفتنة غير امللعونة، واملانع مفتنت بمطاردة النحلة ال ليعرف من أي العناقيد والورود تصنع لـذة العسل، وإنـمـا ليقف إجــالال ويعطي تحية احترام للمصادر النابضة بالحال (مستقبلك هـــــو غــايــتــك لــأســف ويــــن، مـسـتـقـبـلـك بابه حـبيـبك يـرده). لــيــس بــالــضــرورة أن يــكــون املستقبل أمامنا كما يرى الشاعر، ربما كان فيما وراء الـوراء، وال يتبرم املانع من التحول لناصح نفسه (انس الحبيب ولو هو اغراك بالعن، تـرى املحبه تنجلي واملــــوده. وغـــيـر مـكـانـك واخـلـفـه بـالـعـنـاويـن، وقـلـه صـبـرت وزاد بالصبر حـــده، وقله عطيتك حب روض البساتن، واسمع خالص الحب ال ال تعده، واكمل طموحك لو يجي عام واثنيـن، مستـقـبـلـك قدام والحب مده). الواقعية هنا أن يكون الشاعر موضوعيًا وهو يعلن وجهة نظره (وجهة نظر واقولها لـك مـن الحن، مستقبلك.. مستقبلك ال تـهـده). وكأنما هو يتقاطع مع (اللي مفارق محب يمكن سنة ويساله. بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه). لعل من أجمل الردود على هذا النص (مستقبلي والله الخليه بعدين، وامشي ورا اللي ضيع القلب صده).