Okaz

من ساق أمس يسوق اليوم

-

بسط العصملي نـفـوذه على معظم الـقـرى املــجــاو­رة. لم تجد القرية بـدًا من اإلذعـــان، ومــر العريفة على البيوت منبهًا: «عليكم جـاه الله ال تاهبون لنا فتنة، يسانا ما يسى غيرنا، منحن خيرة الخالق من خلقه، ال احد يرفع صوته، وال يرمي رصاصة، وال يخرج من باب البيت». دخلت بيت الفقيه وزغة. قام يطاردها، والبندقة في يده، ومـن ساعة ما ثــور، دق بابه (التركي حسن). تصافقت ركب الفقيه في بعضها، وقال للمرة: افتحي واملحي من هوه، وعودي علميني. فتحت وإذا كائن طويل بطربوش وشوارب، سألها بالتركي (شيكيم) فتركت الباب وعادت لزوجها املنخش تحت السرير. دخــل عليه، وسحبه مـن تحت الـسـريـر، مـــرددًا (أخرجي تـــافـــو­ق). شـــال الــراقــف الـفـقـيـه الـــذي كـثـيـرًا مــا ردد على املنبر قصة الخازوق. ردد التركي «بسيته» فقيه محترم. بسيته. وأضاف «أميك أميك»، قال الفقيه: أمي ماتت الله يرحمها، فـأشـار بـيـده على فـمـه، وعــرف أنــه يبغي أكل، فـقـال للمرة: أذبـحـي لـه دجـاجـة مـن دجــاجــك، فلما رآها تذبح ردد «كهرمان، كهرمان». حـــان وقـــت الــعــشــ­اء، فــاقــتــ­رب الــتــركـ­ـي صـحــن العصيدة بدجاجته، ومد للفقيه بالرأس وقال «تافوق باسكاني» ففهم الفقيه معنى تـافـوق أنها الـدجـاجـة، ومــد لزوجة الفقيه بالرقبة «تفضلي كهرمان» ووصلت غيرة الفقيه حـدهـا لكن مـا بيده حيلة. ومــد لكل واحــد مـن الولدين بجناح دجاجة، والتهم الباقي. انـسـدح فـوق السرير، وطلب مـن الفقيه يهف عليه، كان الفقيه يـهـف باملهفة واألمــــل يــحــدوه أن يـقـربـه التركي ويصبح من أعــوان العصملية. ولـم تمض دقائق حتى عال شخيره. فبدأت زوجة الفقيه تضحك وتقول لزوجها هذي نهاية دعاك للسلطان عبدالحميد. في صباح يوم تال كان (حسن بسيته) كما أطلقوا عليه، ألنـــه كـلـمـا عــرضــوا عـلـيـه مشكلة يـــرد «بـيـسـتـه بسيته» يجوب األوديــة، والفقيه ساقته. وجـد اثنن يتضاربان عـلـى الـكـظـامـ­ة، أحـدهـمـا ظــالــم وســبــق أن ســاق مزرعته أمـس، واآلخــر ضعيف وشربه اليوم، فقال حسن بيسته «ال تكثري كالم خربوط من يسوق أمس؟»، فقال الظالم: أنا يا عصملي. قال «خالص فاد، الله ساق أمس يسوق اليوم». علمي وسالمتكم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia