Okaz

«السعودية».. الصوت األعلى في املطالبة بإصالح «األمم املتحدة»

- «عكاظ» @okaz_online)ةدج(

تعتز اململكة بصفتها مـن الـــدول املـوقـعـة على ميثاق سـان فرانسيسكو الــذي أنشئت بموجبه األمــم املتحدة فـــي 26 مـــن يــونــيــ­و عــــام ،1945 وبــالــتـ­ـزامــهــا الدائم بــاملــبـ­ـادئ واألســــس الــتــي تضمنها املــيــثـ­ـاق، وذلـــك عن طريق مبادئ عدة تؤكد حرصها على العمل على دعم املـنـظـمـ­ة األمــمــي­ــة ووكــاالتـ­ـهــا املـتـخـصـ­صـة، فــي جميع الــقــضــ­ايــا، ســـواء مـكـافـحـة الـعـنـصـر­يـة أو تـوفـيـر مواد اإلغاثة اإلنسانية للمنكوبني، أو تخفيف مشكات الفقر واملــجــا­عــات فــي الـــدول الـنـامـيـ­ة، والـعـديـد مــن القضايا املصيرية العاملية األخرى. ومــن هــذا املنطلق، كــان الـصـوت الـسـعـودي األعـلـى بني الــدول املطالبة بإصاح األمــم املتحدة منذ أعــوام بعد أن أخذ منحى االستناد إلى تقارير كاذبة من منظمات مــعــاديـ­ـة وتــوجــيـ­ـه تـهـم غـيـر صحيحة لــلــدول فــي عدة قــضــايــ­ا مــخــتــل­ــفــة، فـــضـــا عـــن عــجــزهــ­ا الـــتـــا­م والشلل الـواضـح في حل قضايا الشرق األوســط بشكل خاص، والــعــال­ــم بـشـكـل عــــام، مــمــا يــؤثــر فــي حــيــاديـ­ـة املنظمة الدولية في التعامل مع هذه القضايا. ولعل تقرير األمني العام السنوي املتعلق باألطفال في النزاع املسلح (تم التراجع عنه الحقا) أصدق دليل على التخبط الـذي تعيشه األمـم املتحدة في استنادها إلى معلومات وبيانات غير صحيحة وتفتقد الدقة. وبالنظر للخطابات السعودية على اخـتـاف قادتها وممثليها فــي منصة األمـــم املـتـحـدة، نـجـد أن املناداة باإلصاح باتت تتكرر وبصوت عال بعد أن رأت الدول أن األمـــم املـتـحـدة بـــدأت تفقد مصداقيتها فــي تسوية النزاعات وتجمد الكثير من القضايا في أروقتها. وفي نوفمبر ،2017 اتهمت اململكة العربية السعودية األمـــم املـتـحـدة بــدعــم الـحـوثـيـ­ني فــي الـيـمـن، بمبلغ 14 مليون دوالر، مؤكدة أنه أمر «ال يمكن تبريره أو قبوله»، معتبرة أنها بذلك تتجاوز الحكومة الشرعية املعترف بها دوليا لتمثيل اليمن. وأعربت السعودية عن «استنكارها الشديد» ملا ورد في تقرير لجنة باألمم املتحدة خاصة بمواجهة األلغام عن قيام املنظمة الدولية بتقديم مبلغ 14 مليون دوالر إلى وزارة التعليم اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، متهمة ميليشيات الحوثيني بــزرع آالف األلـغـام داخل اليمن وعلى الحدود السعودية. وقال الوفد السعودي في األمم املتحدة «ال يمكن إضفاء الشرعية ملن ال شرعية لـه، وال يمكن تسليم املساعدات الــدولــي­ــة إلزالــــة األلــغــا­م ملــن يـقـومـون بـزرعـهـا ونشرها ويــســهــ­مــون فــي تــهــديــ­د أمـــن وســامــة الــيــمــ­ن واملنطقة والعالم أجمع». ولـم يكن دعـم اململكة لألمم املتحدة سياسيا فقط، بل قدمت دعما ماليا على مدى السنوات املاضية لبرامج املنظمة العاملية للوفاء بالتزاماته­ا وتنفيذ برامجها اإلنسانية، ومـدت يدها بالعديد من املنح واملساعدات فـي مـجـاالت الطاقة لـلـدول النامية، وذلــك انطاقًا من قيمها وتراثها اإلنساني. وبــلــغ إجــمــالـ­ـي املــســاع­ــدات الــتــي قـدمـتـهـا املـمـلـكـ­ة إلى الدول النامية خال الفترة من )2009-197٣( أكثر من )99.75( بليون دوالر أمريكي، استفاد منها أكثر من )95( دولة من الدول النامية في آسيا وأفريقيا ومناطق أخـــرى مــن الــعــالـ­ـم، وتــنــوعـ­ـت املــســاع­ــدات بــني القروض املــيــسـ­ـرة واملــنــح ومــســاعـ­ـدات اإلغـــاثـ­ــة واإلعــــف­ــــاءات من الديون املستحقة. وطبقًا إلحصاء ات األمم املتحدة، تعد السعودية واحدة من أكبر 10 دول مانحة للمساعدات اإلنمائية في العالم، إذ تبوأت املرتبة السادسة، وبلغ إجمالي ما قدمته اململكة خال العقود األربعة املاضية أكثر من 115 مليار دوالر، استفادت منها أكثر من 90 دولــة فـي مختلف أرجـــاء الـعـالـم، وهــذا يعكس اهتمام السعودية بدعم التنمية في العالم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia