تعزيز القوة.. جلم األعداء
أكــد خــبــراء إسـتـراتـيـجـيـون أن زيـــارة ولــي العهد األمــيــر محمد بــن سـلـمـان لبريطانيا والواليات املــــتــــحــــدة األمـــريـــكـــيـــة أعـــــــــادت لـــلـــعـــالـــم العربي واإلسالمي مكانته السابقة، وأقصت الـدول التي تــبــحــث عـــن زعـــزعـــة األمــــــن والـــتـــوســـع وتصدير اإلرهاب وفي مقدمتها إيران. الخبير اإلستراتيجي معن الجبوري من العراق، وصــف زيــارة ولــي العهد ملصر بأنها ذات طابع قومي إقليمي جيوسياسي، إذ تبدو حالة األمة الــعــربــيــة لــلــمــراقــب اإلقــلــيــمــي والـــدولـــي فــي أسوأ حاالتها نتيجة التناحر والقطيعة والخصومة الكبيرة، إال أن هذه الزيارة أحدثت طفرة نوعية في العالقة العربية - العربية املتصدعة وردمت الهوة التي كان يراهن عليها أعداء األمة، والحكمة والرزانة التي تحلى بها ولي العهد أعطت رسالة إيجابية إلى املنطقة أوال، والعالم أجمع، أن األمة تمرض ولكن ال تموت، وخلق نـواة محور عربي يستقطب الدول األخرى كقوة جاذبة تكون عامل استقرار للمنطقة. وأضـــاف: أمــا زيــارتــه لبريطانيا فكانت مفتاحا لـلـبـيـت األوروبــــــي وعـمـلـيـة جــس نــبــض وبالون اخـتـبـار ملـعـرفـة ردود األفــعــال األوروبـــيـــة حصرا ملــــا يــحــمــلــه مــــن بــــرامــــج وأجــــــنــــــدات مستقبلية قصيرة وبعيدة املــدى، وحتما أطلق ولـي العهد ثـــورة فــي الـسـيـاسـة التقليدية النمطية السابقة لــلــمــمــلــكــة، وتـــصـــرف بــحــكــمــة فـــي مـــحـــاولـــة فهم ومعرفة املوقف األوروبـي تحديدا، كي ال يقع في مطبات تربك مسيرته وتقيد الوتيرة التصاعدية التي ينتهجها، ثم استثمار الـزيـارة في الجانب االقتصادي كون الشركات البريطانية تعتبر أكثر نجاحا في عملها باململكة وأكثر خبرة ومعرفة. وكذلك التعاون السياسي والعسكري والثقافي. ويــواصــل الــجــبــوري: تبقى الــزيــارة الـحـالـيـة إلى أمـريـكـا ذات أبــعــاد جيوسياسية وجيوعسكرية واقــتــصــاديــة، وأسـتـطـيـع الــقــول إن األمــيــر الشاب استطاع أن يـؤثـر فـي السياسة األمريكية وينال ثـقـة الـرئـيـس تـرمـب وكــبــار املــســؤولــني املتنفذين فـي السياسة األمريكية، وهــو مـا لـم يفعله زعيم عربي على مـر التأريخ، وهــذا النجاح بحد ذاته يــقــلــب املـــــوازيـــــن فــــي مــســتــقــبــل املــنــطــقــة ويرسم آفاقها، كما أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة األمــريــكــيــة والــرئــيــس تــرمــب تـتـنـاغـم مــع طموح اململكة واملنطقة العربية، وهـذا بحد ذاتـه نجاح يــجــيــر لـــولـــي الــعــهــد فـــي إقـــنـــاع قــــوة دولـــيـــة في مستوى أمريكا. ثم ال نغفل الجانب اإليراني الذي اســتــطــاع أن يـسـتـغـل املــوقــف الــدولــي واإلقليمي املـــتـــراخـــي وبــســط ســلــطــانــه الــطــائــفــي اإلجرامي على الـعـراق وسـوريـة واليمن ولبنان وفلسطني، مــلــوحــا بــالــورقــة الـطـائـفـيـة لـتـمـزيـق الــعــديــد من الـــدول رغــم أنــه كــان تحت الـحـصـار االقتصادي. والسياسة الـجـديـدة للمملكة ومهندسها األمير محمد بن سلمان نجحت في خلق لوبي أمريكي ودولي مضاد لسياسة إيران وردعها وظهر زعيم عـربـي جـديـد يستطيع كبح جماحها ويـقـف ندا قــويــا ألطـمـاعـهـا مـلـوحـا بـالـعـصـا الـغـلـيـظـة مما دفع العديد من القوى اإلقليمية والدولية إلعادة النظر في سياساتها باملنطقة. وقـــال الــلــواء يـوسـف عـدلـي إن زيـــارة ولــي العهد السعودي لبريطانيا وأمريكا تفتح آفاقآ جديدة ورؤية مشرقة ملستقبل اململكة، بعد حالة الركود واالنـــغـــالق، عـطـفـا عــلــى الــنــتــائــج املــتــوخــاة بدءا بــجــذب اســتــثــمــارات أمـريـكـيـة وبـريـطـانـيـة وفتح مـجـاالت جـديـدة للشباب الـسـعـودي، إضـافـة إلى تسليح املـمـلـكـة بــأحــدث األســلــحــة الــتــي تجعلها قادرة علي مجابهة املد اإليراني في املنطقة. بــــدوره، يــرى رئـيـس تحرير جــريــدة مصر جمال فــنــدي، أن زيارة األمــيــر محمد بــن سـلـمـان ملصر تــدعــو لــلــتــفــاؤل، وتــعــزز جــســور وأوصـــــر املحبة بـني الدولتني الشقيقتني. وقــال: «نحن فـي مصر ممتنون لهذه الـزيـارة وننتظر نتائجها لخيري البلدين»، الفتا إلى أن زيارة ولي العهد لبريطانيا والواليات املتحدة األمريكية أعادت القوة العربية إلـــى مـوقـعـهـا األســاســي بــقــيــادة املـمـلـكـة العربية السعودية.