رفاق الشهيد «أبو هاجر»: شظايا امليليشيات كريهة الرائحة منعتنا من إنقاذه
«إذا جـــاء الــقــدر عـمـي الــبــصــر»، بــهــذه الكلمات بــدأ حديث أقــارب الشهيد املـصـري عبداملطلب، الــــذي قــضــت عـلـيـه شــظــايــا الـــصـــاروخ الحوثي مـسـاء أمــس األول فــي الــريــاض، وروى األقارب لــ«عـكـاظ» تفاصيل مـا حــدث فـي تلك الليلة، إذ وقــفــت الـصـحـيـفـة أمـــس عــلــى املــنــزل الــــذي كان يقطنه الشهيد في حي أم الحمام، منزل شعبي بسيط مشيد من طابق واحد مخصص كمسكن لـعـمـال مـصـريـن مـنـذ ســنــوات عـــدة. وبـــدت آثار الــعــدوان واضــحــة عـلـى املــنــزل، خـصـوصـا على سـقـف الــغــرفــة، يــقــول أقــــارب الـشـهـيـد لـ«عكاظ» إنـــه فــي الــســاعــة الــحــاديــة عــشــرة والــنــصــف قبل منتصف الــلــيــل، كــانــوا يـتـأهـبـون لـلـخـلـود إلى النوم في غرفة مجاورة لغرفة الشهيد، وسمعوا صوت دوي ينطلق من أعلى وسرعان ما سقطت شظايا على سقف الغرفة، فأسرعوا إلى الغرفة الــتــي يــنــام فــيــهــا عــبــداملــطــلــب و3 مـــن زمالئه، وفوجئوا بدخان كثيف وروائــح كريهة تصدر مــن شظايا سقطت على جسد الشهيد، «رأينا
شقيق عبداملطلب مصابا في رأســه، وإصابات أخـــــرى فـــي زمــيــلــيــه، وســـارعـــنـــا بــإجــالئــهــم إلى الشارع وفشلنا في إخراج الشهيد بسبب كثافة الــدخــان والــرائــحــة الـكـريـهـة الــنــفــاذة، فسارعنا بــاالتــصــال بــالــدفــاع املــدنــي ووصــلــت فــرقــة في دقائق قليلة وأسعفت املصابن وأجلت الشهيد من الغرفة التي استهدفها الصاروخ الحوثي»، الشهيد عبداملطلب استقدم إلى السعودية قبل نـحـو 3 ســنــوات، وهـــو مــن مــوالــيــد عـــام ،1979 ولــه مـن األبــنــاء يـوسـف 6( ســنــوات) وهـاجـر 4( سنوات). فـــي غــضــون ذلـــــك، وصــــف عــــدد مـــن ســكــان حي أم الـــحـــمـــام لــــ«عـــكـــاظ» لــحــظــة ســـقـــوط شظايا الـــــصـــــاروخ، وقــــالــــوا إنـــهـــا تــســبــبــت فـــي اهتزاز كبير شعر به معظم السكان، ورصـدت «عكاظ» مـــيـــدانـــيـــا أحــــــد املـــــواقـــــع الــــتــــي شــــهــــدت سقوط
الشظايا من أحد الصواريخ الـ3 التي اعترضتها «الباتريوت السعودية» في حي امللقا (شمالي الــريــاض)، والـتـي وقعت فـي منطقة صحراوية مسببة فجوة متوسطة في األرض. في غضون ذلك، أبلغت إدارة مدينة امللك سعود الطبية بـأن طــوارئ املدينة استقبل 3 مصابن مصرين استهدفهم الــصــاروخ الـحـوثـي، وقال طــارق أبــو طالب أحــد املصابن لــ«عـكـاظ»: كنا مــع مجموعة الـعـمـال نـتـأهـب لـلـنـوم فــي غرفنا واســتــيــقــظــنــا عــلــى صــــوت ســقــوط شــظــيــة على الـغـرفـة ونــجــوت مــن املـــوت وخــرجــت بإصابات ونحمد الله على ما أصابني. أما شهاب شقيق الشهيد الذي أصيب بجرح في الرأس وكدمات بالرأس فقال إنه يحتسب أخاه شهيدا، مشيرا إلى أنه وزمالءه يتلقون الرعاية الطبية الكاملة في مدينة امللك سعود الطبية.