مع جلم إرهاب املاللي أو ضده !
الــســعــوديــة الــتــي تــعــتــبــر مـــن الــــــدول املــؤســســة لــهــيــئــة األمـــــم املتحدة عــام ؛1945 اسـتـطـاعـت بدبلوماسيتها الـفـاعـلـة أن تــكــون لـيـس فقط حاضرة، بل مؤثرة في الحفاظ على مقدرات وقضايا األمتني العربية واإلســامــيــة ورفـــض اإلرهـــــاب الــظــامــي، ومــنــع تــمــدد الـفـكـر اإليراني الـطـائـفـي فــي املـحـيـط الخليجي واإلســـامـــي، فـضـا عــن تـعـزيـز األمن والسلم العامليني. والـسـعـوديـة الـجـديـدة نجحت أيـضـا فـي التموضع داخــــل املـنـظـمـة األمــمــيــة رغـــم الـتـكـتــات املـــوجـــودة داخــــل أروقــــة األمم املتحدة في نيويورك، واستطاعت إثبات قدرتها على إيصال صوتها القوي في هذا املحفل العاملي إلى جانب تعزيز مكانتها لتصبح دولة قادرة على التأثير وصناعة القرار، خصوصا أن السعودية تعتبر من أكثر الدول التي قامت بتقديم املساعدات اإلنسانية للكثير من املنظمات التابعة لألمم املتحدة، دعما لــدور األمــم املتحدة اإلنـسـانـي.. وعندما يلتقي األمير محمد بن سلمان ولي العهد اليوم مع األمني العام لألمم املتحدة أنطونيو غوتيريس وكبار املسؤولني في املنظمة الدولية في نيويورك، فإنه سيضع غوتيريس بصراحته وشفافيته املعهودتني في الصورة اإلجمالية لتطورات األوضاع في املنطقة، فضا عن توضيح دور السعودية في إرساء دعائم االستقرار في املنطقة، وحرصها على تكريس قيم اإلســـام الـوسـطـي والـتـسـامـح واالعـــتـــدال، فضا عــن دعم الــريــاض الـكـامـل إليــجــاد شــرق أوســط آمــن ومستقر خــال مــن اإلرهاب الطائفي اإليراني وإيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا منطقة الشرق األوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. اللقاء بني ابن سلمان وغوتيريس، الذي يعتبر األول من نوعه بعد تقلد األمير محمد بن سلمان لوالية العهد؛ يأتي أيضا في خضم معطيات جيو إستراتيجية متعددة في املنطقة والعالم وإعادة تموضع سعودي متكامل في املحافل الدولية، إذ تحرص السعودية على احتواء أزمات املنطقة، وفــي نفس الــوقــت إيــجــاد حـلـول جــذريــة لقضايا، خصوصا األزمـــة اليمنية، والــتــي يتطلب مــن غوتيريس ومبعوثه الـجـديـد في اليمن الضغط على ميليشيات الـحـوثـي اإليــرانــيــة لـالـتـزام بقرارات الشرعية الدولية واالعتراف بشرعية الرئيس هادي، وإعادة األوضاع إلى ما كانت عليه قبل انقاب الحوثي على الشرعية قبل ٣ سنوات. ابـن سلمان سيكون وجها لوجه أمــام غوتيريس.. سيشرح له طبيعة الـــتـــدخـــات اإليـــرانـــيـــة فـــي الــيــمــن ودعـــمـــهـــا لــلــمــيــلــيــشــيــات الحوثية بالصواريخ الباليستية التي تطلقها على السعودية لتهديد أمنها وسكانها وترويع مواطنيها.. على غوتيريس أن يختار، إما أن تكون املنظمة مع لجم إرهاب املالي أو ضده.. ليس هناك حل وسط..