اآليديولوجيا العابرة للحدود.. اخلطر الداهم
ألنــــــه يـــجـــيـــد تـــوصـــيـــف األمـــــــــور بأقل العبارات املمكنة وأكثرها دقة، لم يحتج ولـــي الــعــهــد األمــيــر مـحـمـد بــن سلمان أكثر من كلمات معدودة ليشخص حال الشرق األوسط، بمشكالته املتناثرة في كــل حـــدب وصــــوب، إذ قـــال ولـــي العهد مـــن مــقــر األمــــم املــتــحــدة فـــي نيويورك «مـشـكـلـة الــشــرق األوســــط فــي الترويج آليــديــولــوجــيــات عــابــرة لــلــحــدود ليس لها عالقة باملصالح الوطنية»، واصفًا حــــال عــقــود مـــن املــشــكــالت فـــي منطقة مشتعلة على الدوام. حــديــث األمـــيـــر مــحــمــد حــــول مشكالت الــشــرق األوســـط أعـــاد تسليط األضواء حول العديد من اآليديولوجيات التي تغلغلت إلى الشرق األوسـط على مدار الــســنــوات املــاضــيــة، وشـكـلـت التغيرات التي حفلت بها املنطقة، فرصة مثالية لــتــجــد تــلــك اآليــديــولــوجــيــات العابرة طـــريـــقـــهـــا فــــي املـــجـــتـــمـــعـــات العربية، وتكرس مفاهيمها وأنشطتها. وأشـــــــــــــار ولـــــــــي الــــعــــهــــد إلـــــــــى أن تلك اآليــــديــــولــــوجــــيــــات لـــيـــس لـــهـــا عالقة بــاملــصــالــح الــوطــنــيــة، فـــي تــأكــيــد على أن خــطــاب تــلــك الــجــمــاعــات املؤدلجة والساعية لنشر أطروحاتها ومبادئها تـــتـــجـــاوز حـــــدود الــــدولــــة، باعتبارها تــــركــــز عـــلـــى إزالـــــــــة الـــهـــويـــة الثقافية املحلية ألي دولــة يسعى لنشر أفكاره فيها، وال تهتم تلك التيارات املؤدلجة بــالــوطــن وال تــقــيــم لـــه وزنــــــًا، بــقــدر ما تهتم بميولها الـفـكـريـة وأطروحاتها ومـبـادئـهـا الـخـاصـة. ويــحــذر مراقبون مـــن 3 نـــمـــاذج آليــديــولــوجــيــات عابرة لــلــحــدود فـــي املــنــطــقــة، مــنــهــا املشروع الـــفـــارســـي (واليـــــــة الـــفـــقـــيـــه)، وجماعة اإلخوان املسلمن، املصنفة إرهابيا في بعض قوائم اإلرهاب في الدول العربية والعالم، إضافة إلى تسرب فكر القاعدة املـتـطـرف بشكله الـجـديـد الـداعـشـي في مناطق عربية عدة. إذ يــمــثــل الـــنـــظـــام الــطــائــفــي اإليراني الحالي محورا للشر في املنطقة، مؤمال بـــأوهـــامـــه أن يــفـــرض آيديولوجياته الحاقدة والكارهة، بحسب ما وصفتها رابـــــطـــــة الــــعــــالــــم اإلســــــالمــــــي فـــــي أحد بـيـانـاتـهـا، مــؤكــدة أن ســذاجــة املطامع ومـفـاهـيـم الــدجــل املـتـرسـخـة فــي نظام واليـــــة الــفــقــيــه تــعــتــقــد أنــــه بمقدرتها تجاوز الحدود. إضــافــة إلـــى مــحــاولــة جـمـاعـة اإلخوان املسلمن ترسيخ أفـكـارهـا، مـن منطلق كونها تيارا سياسيا، ما منحها املزيد من املكاسب للتوغل في كثير من الدول الـــعـــربـــيـــة، فــيــمــا وســـعـــت التنظيمات اإلرهـــــابـــــيـــــة، مـــثـــل داعــــــــش والــــقــــاعــــدة تحالفاتها العابرة للحدود، عبر ضعف األمن في العديد من الدول. وفي قراء ة متأنية لخطاب وتحركات ولــــــي الـــعـــهـــد، يــلــحــظ مــــراقــــبــــون أن النموذج الوطني املدني الذي تتبناه اململكة الــيــوم، سـيـقـودهـا نـحـو بناء الدولة الحديثة، دون أن تكون رهنًا للتشدد والتطرف، وأن اململكة تسير بـاتـجـاه أكـثـر حيوية وازدهــــارًا دون النظر إلى الوراء.