عفيف وأبناؤها في ذاكرتي..

يبقى الوفاء والصدق في اإلنسان الوفي الصادق من خال تربيته وتـوجـهـه الـفـكـري واألخــاقــي قـائـمـا مـعـه ومـسـتـمـرا حـتـى مفارقته الـحـيـاة، هكذا تعلمنا، ملست هــذا الـوفـاء والـصـدق فـي أبـنـاء مهبط رأســــي، وقـــد يــقــول قــائــل ال يـحـق لــك أن تــمــدح أو تـثـنـي عـلـى أبناء جلدتك، ولكن ما رأيكم بعد مضي السنوات السريعة التي انقضت من حياتنا، وبالرغم من تعكر الحياة وثقل األعباء، بعد أن أصبحنا آباء وربما أجــدادا، يهتف الوفاء واملحبة واإلخـاء لزماء وأصدقاء وقـرنـاء وأخــوة عشنا معهم جـل حياتنا، فتشكلت جميع الصفات األخاقية واإلنسانية واالجتماعية من هؤالء الذين لم يفارقوني في سيرة حياتي كلها، وإن لم أرهـم بشكل يومي أو شهري أو سنوي، فردا فردا هتفوا أن يلتقوا ويعيدوا ذكرياتنا الخالدة التي اتسمت باملحبة والـــروح الطيبة والرفقة الصالحة، كنا صـغـارا، ثـم شبابا نلعب ونسامر ونتمازح، ليس بيننا عصبية قبلية أو تمييز ألحد عن اآلخـر، كلنا أبناء رجل واحـد، نجزع لجزع أحدنا، ونفرح لفرح أحدنا، يصيبنا األلم بفراق من يفارقنا، ونعمل املناسبات واألفراح ملــن نفتقده أيــامــا ويــعــود، وبـعـد هــذه الــســنــوات الـطـويـلـة والفرقة، الـتـي حتمت علينا بحكم أعمالنا ومـصـالـح بعضنا لــم ينته بنا هذا الوفاء، فدعوة هذه الليلة لالتقاء بجميع أبناء مدينة عفيف وااللـتـقـاء بـهـم، وإعـــادة الـذكـريـات الـحـلـوة الجميلة، هـي مـن أجمل املناسبات، ألنها تعبر عن عمق املحبة والوفاء واإلخاء والبعد عن املصالح الشخصية، فعفيف ضمت أطيافا وشبابا ورجاال من جميع األجناس، فكلهم رجل واحـد وإخـوة متحابون متصافون، فشكري الجزيل ملـن جمعنا وفكر بهذه الفكرة الطيبة، ولــو أن ليس هناك وفاء وإخـاص ملا حضر الجميع، فحفظ الله وطننا من كل مكروه ووالة أمره وأبناء مدننا الغالية.