Okaz

فن التعامل مع اآلخرين منهج إسالمي رفيع

-

جـــاء الــديــن اإلســالمـ­ـي الـحـنـيـف مـكـمـال لــألديــا­ن الـسـمـاوي­ـة الـسـابـقـ­ة، فالشريعة اإلسالمية مشبعة بالتعامالت اإلنسانية والعالقات البشرية. فالتعامل بني الناس، يجب أن يكون مبنيًا على األخالق، واملودة، فعندما يكون التعامل مبنيًا على أسلوب حسن، وطريقة لبقة في الكالم، يسود عندها االحترام املتبادل بني الناس، وبالطبع للناس أمزجة مختلفة، فمنهم الهادئ، والعصبي، والــــودو­د، والعنيد، وغـيـر ذلــك، وعندما يــقــدر كـل شخص ويستوعب الشخص اآلخــر قــدر املستطاع، يــؤدي ذلــك إلــى تجنب حــدوث املشاحنات واملـشـكـا­لت بني الناس، وبالطبع عند التقيد باألخالق التي يدعو إليها الدين، يشكل ذلك الصورة الواضحة عند األسلوب السليم في التعامل مع اآلخرين. إعـالن يمكن أن نطلق على أسلوب التعامل مع اآلخـريـن مسمى (فــن)، فهو طريقة تأقلم الشخص مع األشخاص الذين يتعامل أو سيتعامل معهم، سواء في الحي، أو العمل، أو السوق، أو أي مـكـان يـتـواجـد فـيـه، وتـقـديـر ظــروف الــنــاس، والتعامل معهم وفــق حدود معينة، يساعد على جعل الشخص فنانًا فـي التعامل مـع اآلخــريــ­ن، وتقبلهم، واستيعابهم. وعندما نحافظ على ابتسامتنا وخصوصًا عند االستيقاظ من النوم، أو الوصول إلى العمل، يساهم ذلك في كسب مودة اآلخرين واحترامهم، وبالتالي نستطيع التهوين من ضغط العمل، وزيادة االحترام املتبادل بني الزمالء، ومع الناس. تـقـديـم املــســاع­ــدة لــآخــريـ­ـن، مــن الـجـمـيـل جـــدًا أن نــقــوم بـمـسـاعـد­ة اآلخــريــ­ن قدر استطاعتنا على ذلـك، وخصوصًا عندما يطلب أحـد منا تقديم يد املساعدة له في القيام ببعض األمور التي يتعذر عليه القيام بها، مثل األشخاص الكبار في الـسـن، أو الـذيـن يعانون مـن األمـــراض، وبالتالي نستطيع صنع جـو مـن املحبة والتآلف مع اآلخرين. وكذلك احـتـرام الوقت واملـواعـي­ـد، عندما نتفق مع غيرنا على اللقاء في موعد محدد، أو القيام بعمل ما بناء على وقت متفق عليه، من الواجب علينا االلتزام والتقيد بما تـم االتـفـاق عليه، وبـحـال حصل معنا أي ظــرف، أو عائق أدى إلى تأخرنا عن القيام بما تم االتفاق عليه، من الواجب االتصال وطلب تأجيل املوعد، واالعــتــ­ذار وتوضيح السبب، دون تجاهل املــوضــو­ع، أو اخـتـراع أسـبـاب واهية، وغير حقيقية. الـرد املـؤدب على اآلخرين عند بدء املكاملة أو االنتهاء منها، من الواجب علينا بـدؤهـا بتحية مناسبة لوقت إجـرائـهـا، وإنـهـاؤهـ­ا بطريقة لبقة، ولـألسـف يبدأ الكثير من الناس مكاملاتهم الهاتفية ويقومون بإنهائها بطريقة غير لبقة، وال يرتبط هـذا الشيء في املكاملات الهاتفية فقط، بل بعدم الــرد املهذب والــذي من املؤسف رؤيته بشكل يومي بعدة أماكن وخصوصًا عندما ال يرد الصغير على الكبير بطريقة حسنة وجيدة. التعامل بـتـواضـع مـع اآلخــريــ­ن عند الـتـواجـد فـي مجلس، وخـصـوصـًا بوجود أشخاص نـراهـم، ونتعرف عليهم للمرة األولــى، يفضل التحدث معهم باألمور الـعـمـومـ­يـة، وعـــدم الــتــطــ­رق إلـــى الـخـصـوصـ­يـات، وعـــدم تــعــداد االمــتــي­ــازات التي نمتلكها، أو التي تشير إلينا، وذلك من شأنه تكوين صورة بسيطة ومتواضعة عند اآلخرين، وخصوصًا االبتعاد عن التبجح، والجلوس بطريقة لبقة، وعدم وضع القدم فوق األخرى، ملا يسببه هذا األسلوب في الجلوس من قلة في احترام اآلخرين. تجنب التحدث عن عيوب اآلخرين، كثيرون هم من ينظرون إلى عيوب غيرهم ويـنـسـون عيوبهم، غافلني متغافلني عــن أنــه ســوف يـأتـي يــوم يـوجـد مــن يذكر عيوبهم أيضًا، لذلك في حال رؤية عيب عند اآلخرين، نتيجة ملرض ما، أو لسلوك ما، من الواجب اإلغفال عن اإلفصاح عنه ومحاولة تجنبه، واحترام اآلخرين. االبتعاد عن العصبية عند حدوث أي مشادة كالمية، يلجأ البعض إلى العصبية في التعامل مع اآلخرين، والتي قد تنتج عنها نتائج ال تحمد عقباها كالوصول إلى املشاجرات التي ال تنتهي إال بحدوث أضرار جسدية، ومادية، ومعنوية، لذلك يجب املحافظة على العقالنية واملنطقية في التعامل مع اآلخرين، وترجيح لغة العقل والحوار، حتى يتم حل األمور بطرق سليمة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia