وحدات سكنية من اإلطارات التالفة!
سعت رؤيــة اململكة ٠٣٠٢ إلــى التكاملية فـي املــجــاالت كـافـة، ومن بينها تحقيق االستدامة البيئية التي تعتبر من األمور الضرورية للحفاظ على التوازن البيئي، لكن لألسف الشديد ما تناقلته وسائل الــتــواصــل االجـتـمـاعـي لـلـحـريـق الـــذي اشـتـعـل فــي مــرمــى النفايات بمنطقة الباحة قبل أيام ومشاهدة الغازات السامة التي تخرج من إطــارات السيارات املحترقة، دليل على أن هناك حلقة مفقودة بني أهداف الرؤية وأمانة املنطقة!، فالتلوث الذي يصيب التربة واملياه والهواء يؤثر سلبا على بيئة املنطقة، حيث ال توجد إحصاء ات عن حجم الضرر الذي يصيب اإلنسان والحيوان والنبات بوجه عام في املواقع القريبة من مرمى النفايات، لهذا فإنه ال يمكن التنبؤ بحجم الكارثة التي ستحل باملنطقة إذا استمر األمر كذلك، خصوصا مع عدم وجود محطات رصد جودة الهواء واملاء والتربة، ومن األنسب تخلص أمانة املنطقة من النفايات بطرق حديثة ال تضر بالبيئة، كما أنــه مـن الصعب أن نستوعب أنـنـا عــاجــزون عـن معالجة هذه املشكلة مع تقدم العلم والتكنولوجيا في مجال إعادة التدوير، فمن بني التجارب التي اطلعت عليها خالل مشاركتي في مؤتمر البيئة واالسـتـدامـة الـدولـي عــام ٣١٠٢ بمدينة بـورتـو البرتغالية تجربة الدكتورة مي آرتش من جامعة بوينس آيرس التي استعرضت في ورقتها العلمية اإلنــجــازات الـتـي حققتها مـع طالبها فـي مشروع االستدامة في مجال إطــارات السيارات املستعملة أو التالفة وبأقل الـتـكـالـيـف. وكــانــت عــبــارة عــن إعــــادة تــدويــر اإلطــــــارات املستعملة لالستفادة منها باستخدامها مرة أخرى كأحد العناصر األساسية في بناء مجمع سكني مكون من عدة وحـدات، كل وحدة مكونة من غرفة واحــدة بمنافعها، وقــد تـم االنتهاء مـن ٠١ وحـــدات، وتسعى خـالل السنوات العشر القادمة من تدريس هـذه املــادة إلـى بناء ٠٥ وحدة. وذكرت أنها استخدمت اإلطارات التي يستغني عنها سكان العاصمة األرجنتينية بوينس آيــرس فــي مشروعها املــدعــوم من بلدية املدينة، ولم تترك الدكتورة آرتش شيئا إال وفصلته للحضور، فــطــاوالت الــطــعــام، ومــقــاعــد الــحــديــقــة، ومــراكــن الـــــزرع، واألرصفة، وألــعــاب األطــفــال فــي هــذا املـجـمـع صممت مــن تـلـك اإلطـــــارات. وزاد إعـجـابـي بالفكرة عندما عـرضـت علينا بعض الــصــور الـتـي تبني جديتها في العمل بالرغم من أنها لم تخف قلقها من عـدم إكمال املشروع في حال توقف دعم بلدية املدينة والشركات التي تساهم فـي مشاريع االسـتـدامـة. ربما تستطيع أمـانـة الباحة اقتباس هذه الفكرة أو غيرها لصنع التغيير، فلن يكون من الصعب االستفادة مـن اإلطـــارات التي اشتعلت فيها النيران قبل عـدة أيــام، وإمكانية تزيني شوارع املدينة بتلك اإلطارات.