Okaz

وحدات سكنية من اإلطارات التالفة!

- د. ضمنا الزهراني - باحثة في القانون البيئي

سعت رؤيــة اململكة ٠٣٠٢ إلــى التكاملية فـي املــجــاا­لت كـافـة، ومن بينها تحقيق االستدامة البيئية التي تعتبر من األمور الضرورية للحفاظ على التوازن البيئي، لكن لألسف الشديد ما تناقلته وسائل الــتــواص­ــل االجـتـمـا­عـي لـلـحـريـق الـــذي اشـتـعـل فــي مــرمــى النفايات بمنطقة الباحة قبل أيام ومشاهدة الغازات السامة التي تخرج من إطــارات السيارات املحترقة، دليل على أن هناك حلقة مفقودة بني أهداف الرؤية وأمانة املنطقة!، فالتلوث الذي يصيب التربة واملياه والهواء يؤثر سلبا على بيئة املنطقة، حيث ال توجد إحصاء ات عن حجم الضرر الذي يصيب اإلنسان والحيوان والنبات بوجه عام في املواقع القريبة من مرمى النفايات، لهذا فإنه ال يمكن التنبؤ بحجم الكارثة التي ستحل باملنطقة إذا استمر األمر كذلك، خصوصا مع عدم وجود محطات رصد جودة الهواء واملاء والتربة، ومن األنسب تخلص أمانة املنطقة من النفايات بطرق حديثة ال تضر بالبيئة، كما أنــه مـن الصعب أن نستوعب أنـنـا عــاجــزون عـن معالجة هذه املشكلة مع تقدم العلم والتكنولوج­يا في مجال إعادة التدوير، فمن بني التجارب التي اطلعت عليها خالل مشاركتي في مؤتمر البيئة واالسـتـدا­مـة الـدولـي عــام ٣١٠٢ بمدينة بـورتـو البرتغالية تجربة الدكتورة مي آرتش من جامعة بوينس آيرس التي استعرضت في ورقتها العلمية اإلنــجــا­زات الـتـي حققتها مـع طالبها فـي مشروع االستدامة في مجال إطــارات السيارات املستعملة أو التالفة وبأقل الـتـكـالـ­يـف. وكــانــت عــبــارة عــن إعــــادة تــدويــر اإلطــــــ­ارات املستعملة لالستفادة منها باستخدامها مرة أخرى كأحد العناصر األساسية في بناء مجمع سكني مكون من عدة وحـدات، كل وحدة مكونة من غرفة واحــدة بمنافعها، وقــد تـم االنتهاء مـن ٠١ وحـــدات، وتسعى خـالل السنوات العشر القادمة من تدريس هـذه املــادة إلـى بناء ٠٥ وحدة. وذكرت أنها استخدمت اإلطارات التي يستغني عنها سكان العاصمة األرجنتيني­ة بوينس آيــرس فــي مشروعها املــدعــو­م من بلدية املدينة، ولم تترك الدكتورة آرتش شيئا إال وفصلته للحضور، فــطــاوال­ت الــطــعــ­ام، ومــقــاعـ­ـد الــحــديـ­ـقــة، ومــراكــن الـــــزرع، واألرصفة، وألــعــاب األطــفــا­ل فــي هــذا املـجـمـع صممت مــن تـلـك اإلطـــــا­رات. وزاد إعـجـابـي بالفكرة عندما عـرضـت علينا بعض الــصــور الـتـي تبني جديتها في العمل بالرغم من أنها لم تخف قلقها من عـدم إكمال املشروع في حال توقف دعم بلدية املدينة والشركات التي تساهم فـي مشاريع االسـتـدام­ـة. ربما تستطيع أمـانـة الباحة اقتباس هذه الفكرة أو غيرها لصنع التغيير، فلن يكون من الصعب االستفادة مـن اإلطـــارا­ت التي اشتعلت فيها النيران قبل عـدة أيــام، وإمكانية تزيني شوارع املدينة بتلك اإلطارات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia