أبغض احلالل!

.. الــحــال الـطـيـب الـشـهـي أن يــتــزوج الــشــاب وأن تتزوج الفتاة، ونـــادرًا مـا يكون ذلــك ســرًا، بـل األصــل فيه الجهر وهـو الـواجـب الــذي دعـا إليه رســول الله صلى الله عليه وسلم وقــال: «أعلنوا هـذا النكاح فـي املساجد واضربوا عليه بالدفوف». وأرشد عليه الصاة والسام عبدالرحمن بن عوف عندما تــــزوج قـــائـــا: «أولــــم ولـــو بـــشـــاة»، فـــالـــزواج هــو مناسبة اجتماع الشمل وهــو يــوم فــرح وســـرور حتى أن صاالت حفات الزواج تسمى صالة أفراح كذا... ويحضر الزواج والدا العريسني وأقرباؤهما وأصدقاؤهما والجيران، وتمد فيه موائد الطعام، ويغني الفنان عند الـرجـال، والفنانة عند النساء أو على األقــل يتم تشغيل مسجل، ويرقص كثير من الحضور تعبيرًا عن فرحتهم وابتهاجهم بهذه املناسبة السعيدة السارة. وال مــبــرر وال مــســوغ لـتـحـويـل هـــذا الــفــرح وهـــذا الرضا واالبتهاج من الطرفني إلـى نكد وكــدر ومكايدة وال إلى طاق. ولهذا السبب سمي االنفصال بني الزوجني أبغض الحال.. ألنـه حــول «امليثاق الغليظ» حسب التعبير القرآني إلى خيط رقيق واه، سرعان ما ينقطع إذا لم يتدخل العقل بني طرفي امليثاق الغليظ. أكــــتــــب هـــــــذا بـــعـــد أن طـــالـــعـــت فـــــي «عــــــكــــــاظ» بتاريخ 31/6/9341هــــــــــ: أن 15 قـضـيـة طـــاق تــرفــع إلـــى املفتي مــن مدينة جــدة يـومـيـًا، فتأملت ملــا آل إلـيـه حــال الشباب والـشـابـات الـذيـن ينتهي بهم الـفـرح إلــى تــرح وانفصال عن بعضهم، وربما كـان بينهم طفل أو أطفال، ويتشرد األبناء والبنات. لقد جعل الله بني الزوجني مودة ورحمة، لكن على اآلباء واألمهات أن يتقوا الله في تربية أوالدهم، فبنات الناس لسن لعبًا يلعب بها الشباب، وكذلك أوالد الناس لهم حق الطاعة واالحترام حتى تستقيم الحياة الزوجية ويبارك الله فيها. كما أن على القضاة، ونحن ال نتدخل في أحكام القضاة، أن يـنـظـروا بـعـني املصلحة فــي لــم الـشـمـل ورأب الصدع وحماية الذرية من الضياع والتشرد ما دام في الشريعة املطهرة متسع من األقوال التي تبني البيوت وال تشتتها وتجمع بني الزوجني وال تفصلهما. والله املستعان.

السطر األخير: