سيد األدلة اجلديد في جرمية «تكفى يا سعد»

هل أثبتت األدلة الرقمية تفوقها في جريمة «تكفى يا سعد» على سيد األدلـة؟ في جريمة هزت أركان اململكة وكــان ضحيتها رجــل أمــن. قتل الداعشي سـعـد ابــن عـمـه مـــدوس الـعـنـزي غـــدرًا يــوم عـيـد األضــحــى املبارك سنة 6341هــــ استجابة لطلب داعــش. ووثــق شقيق سعد الهالك عبدالعزيز جريمة قتل ابن عمه الشهيد مدوس العنزي بأمر من جماعة داعش اإلرهابية. واستخدام الهاتف الجوال كــأداة لتوثيق عملية االغتيال، وبعد توثيقها قاما بنشرها على وسائل التواصل االجتماعي من أجل نشر فكر تنظيم داعــش اإلرهــابــي، هنا يكون الهاتف الـجـوال قد لعب دوريــن مختلفني فـي الجرائم املرتكبة ضـد مــدوس العنزي وهي كاآلتي: -1 مصدر دليل في إثبات الحدود: حول الهالك عبدالعزيز الهاتف الجوال إلى املصدر الوحيد الثبات جريمة قتل الغيلة بتوثيقه بالصوت والصورة قيام سعد بقتل ابن عمه الشهيد مدوس العنزي. واستخدام ساح املجرم الناري بموجب نـظـام األسلحة والـذخـائـر الــصــادر بـاملـرسـوم امللكي رقم 45/م وتاريخ .ـه1426/7/25 ووثـق أيضًا سبب قتله بأنه بناء عـلـى طـلـب مــن أمــيــر تنظيم داعـــش اإلرهـــابـــي بـقـتـل رجـــال األمن (الكفار) كما ذكر. وهنا تحول الدليل الرقمي إلـى دليل إثبات جريمة الحرابة كما ادعت النيابة العامة لتواجده في الهاتف الجوال وقدم دليل على أن الـقـاتـل سعد واملـقـتـول ابــن عمه مــدوس مـتـواجـدان فـي مسرح الجريمة وقت وقوع الجريمة واألداة التي استخدمت لقتل مدوس وعدد الطلقات التي وجهت ملدوس. -2 مصدر دليل في إثبات جريمة التعزير: اسـتـخـدام الـهـاتـف الــجــوال كـــأداة الرتــكــاب جريمة إلكترونية عن طـريـق قـيـام الهالك عبدالعزيز بإنتاج فيديو لعملية قتل أخيه سعد البـن عمه، ثم استخدامه الهاتف الـجـوال أيضًا كــأداة لنشر فيديو القتل الــذي أنتجه عبر برامج التواصل االجتماعي، هذه األنشطة اإلعداد والتخزين واإلرسال ما من شأنه املساس بالنظام الـعـام معاقب عليه بموجب نظام مكافحة الـجـرائـم املعلوماتية الصادر باملرسوم امللكي رقم 17/م وتاريخ ،ـه1426/3/8 وقبل ذلك وثق في مقدمة الفيديو خلع سعد البيعة التي في عنقه لولي األمر بمبايعته أمير تنظيم داعش اإلرهابي املجرم واملعاقب عليه بموجب األمر امللكي رقم 44/أ وتاريخ .ـه1435 عند استخدام الهاتف الجوال في التوثيق يكون الجهاز (املضبوط) قد احتوى على معلومات رقمية مهمة للتأكد من صحة اإلثبات وهي كاآلتي: • تحديد موقع ارتكاب الجريمة باإلحداثيات (مسرح الجريمة). •م ɝ ع ɝرف ɝ ة وت ɝ ط ɝاب ɝ ق وق ɝɝ ت ارت ɝɝ ك ɝɝ اب ال ɝ ج ɝري ɝ م ɝ ةوه ɝɝ و م ɝɝ اي ɝ ع ɝرف Time stamp • معرفة شخصية القاتل وهو سعد. • معرفة كيفية ارتكاب جريمة القتل وهو تكبيل املغدور به وقتله بساح ناري وتجاهل توسل املغدور به. • معرفة السالح الذي ارتكبت به الجريمة. • تطابق عدد الطلقات في التوثيق مع تقرير الطب الشرعي. • تطابق سالح الجريمة مع تقرير الطب الشرعي. ويحتاج الدليل الرقمي إلى التأكد من سامته عن طريق تحليل الفيديو ملعرفة ما هو الجهاز الذي تم توثيق الجريمة به؟ هل هو نفس جهاز الجوال؟ أم ال. إذا ثبت استخدام جهاز آخر لتوثيق ال بد من تحليل الجهاز الذي وثق الجريمة، والتأكد من أن الفيديو لم يتم عليه أي تعديل أو فبركة. وعند التأكد من سامة الفيديو من العوارض أي موثوقية األدلة الرقمية في جريمة «تكفى يا سعد» يعتبر دليا يتوصل به إلى إثبات اإلدانة (الحرابة). االعتراف املكتوب الذي يثبت في محاضر التحقيق واملوقعة من املجرم قد ينكرها املجرم عند القاضي والرجوع عن اإلقــرار، وقد يدعي املتهم أنه تم إرغامه على االعتراف وإجباره على التوقيع فــي الـنـيـابـة الــعــامــة، وقـــد يـتـم فــقــدان تـفـاصـيـل دقـيـقـة مـهـمـة في الجريمة ما قد تكون سببا في إطــاق ســراح املجرم لعدم حجية األدلة املقدمة. أما األدلــة الرقمية املوثقة بالصوت والصورة في جريمة «تكفى يــا سـعـد» فــا يستطيع سـعـد إنــكــار قـيـامـه بالقتل إذا سلمت من العوارض كما ذكرنا سابقًا، وتكون دليا يتوصل به إلى إثبات إدانـــة الـحـرابـة كما ادعــت النيابة الـعـامـة مـا يوصلها إلــى درجة املوثوقية والطمأنينة لدى القضاة بارتكاب سعد هذه الجريمة، وأثبتت األدلــة الرقمية تفوقها على سيد األدلــة وهــو االعتراف، وألغت أهمية دور الشاهد حيث لم يكن هناك أي شاهد في هذه الجريمة. واستطاعت األدلـــة الرقمية فــرض نفسها فـي املحاكم السعودية كـأهـم وسيلة مـن وسـائـل اإلثــبــات، األجــهــزة اإللكترونية ستكون الــعــدو الــلــدود للمجرمني والـصـديـق الــصــدوق لـألجـهـزة األمنية والـنـيـابـة الـعـامـة واملـحـاكـم، فهي ستلغي أهمية وسـائـل اإلثبات سيد األدلة والشهود، وسوف نقول وداعًا لهم بحضور سيد األدلة الجديد وهي األدلة الرقمية. تنظيم داعـــش اإلرهــابــي اسـتـطـاع الضحك على هـــؤالء املجرمني بجعلهم أدوات الرتكاب جرائم كبرى في دولهم وتوثيق جرائمهم بأنفسهم حتى يصبحوا مطلوبني أمنيني للجهات األمنية. ويتم تـنـفـيـذ حـكـم الــقــصــاص بـهـم بـعـد أن وثــقــوا جـرائـمـهـم بأنفسهم فخسروا دنياهم وآخرتهم. * عضو األكاديمية األمريكية للطب الشرعي -

استشاري األدلة الرقمية

د. عبدالرزاق بن عبدالعزيز المرجان *