ما جدوى الكنز إذا لم يجد له حافظا !

هذا عهد تحدث فيه أشياء كثيرة قد ال يدركه أي قاص، هذا عهد األحـــالم واآلمـــال واألمــانــي واألفــعــال الـتـي ال تقيد ضـد مجهول، فرائحة الطموح تطغى على كل رائحة تمزجها، هذا عهد مجيد حاضر مزهر، الليل فيه يعقبه النهار، والقمر فيه يستدير بوجه مـضـيء، وعناقيد األيــام تتساقط حبة حبة مثقلة بــاألفــراح، في هذا العهد املكتظ باألفكار واآلمال واألحالم، نعم األحالم واآلمال، فنحن كائنات حاملة، ولوال الحلم ملا استقامت في العقل كثير من األشياء، واآلمل رغم أحرفه القليلة إال أنه يعبر عن وقود األرض التي تدور، واألمل قد يأتي أحيانًا على شكل بريق أفكار متبلورة في برنامج أفكار، تخرج من لجامها تفك قيود املعتاد وتتحرر من سور املعقول، إنها بالغة الخلق حني يبلغ مداه، والخلق واإلبداع الــذي أكتب عنه الـيـوم هـو برنامج فعاليات «البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية املستدامة» تحت شعار «بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر»، صاحبة الفكرة ومصممة كامل البرنامج هــي الــدكــتــورة «مـــاجـــدة مـحـمـد أحــمــد أبـــــــوراس»، ســيــدة تجمع بني الثقافة والفخامة وغــرام البيئة، تحصلت على أعلى درجة أكـاديـمـيـة فــي تخصصها، قـويـة مـثـل حـصـان جــامــح، وطموحة بودها أن تسرع الشمس ليتحقق الحلم البعيد، صافية كماء العني الذي ينبجس من صخرة، تهذب اللفظ وتراعي مشاعر الياسمني، سيدة من ذوي العزم والطموح واألحالم العريضة، غنية باألحالم الغرة وآلة واجب اجتماعي وطني، بعد أن حققت نفسها في أشياء كثيرة وتبحرت في علمها، جعلت من قضية حماية البيئة همها األول وتربية األجيال القادمة تربية صحيحة وتطوير السلوكيات اإليجابية لألجيال الحالية للحفاظ على البيئة وموارد الطبيعة وممتلكات الوطن، لها مقولة جميلة: «طفل بار بالطبيعة والبيئة ومــوارد الوطن سيكون رجـال بـارًا وفيًا لعائلته»، عندما وجدت الدكتورة «ماجدة» الوقت مناسبًا شمرت عن ساعدها وتقدمت «لصاحب السمو امللكي األمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود» محفوفة بالزهر البريء حاملة برنامجًا توعويًا متكامال هدفه زرع القيم وتوعية املجتمع، فهذا شرط وجودنا األكمل في هــذا العالم الــذي نحن فـيـه، وال نملك الـيـوم إال أن نـؤثـر كعلماء فـي سـيـرة بـمـلء وزنـنـا وذلــك حتى ننمي مجتمعنا ونفجر فيه طاقات الخلق املدفونة تحت ركام الجهل، بحيث نصبح قادرين عـلـى املـسـاهـمـة النشطة فــي صـيـاغـة مصير مــواردنــا الطبيعية املـتـاحـة وممتلكات الــوطــن، وقابلها الــرجــل الــذي مــا إن تجلس إلـيـه بفكرة جـديـدة نحو تنمية الـوطـن حتى يـهـرع نـحـوك وفي يده ألف قنديل، وكلما اقتربت منه يبهرك بانشداده إلى األعلى ليحلق معك بأجنحة ال مرئية ويـذهـب معك ألقـصـى نقطة في عنق السماء، فطموحه ال يقف إال هناك، تلقف البرنامج وتبنى مسيرته وبــارك الحلم املعطر وشــد على يـد الـدكـتـورة «ماجدة» والتي قامت بإخراج الحلم من أقبية ومحيط غرفة أفكارها إلى الفضاء الفسيح، ربطت آخـر الحلم بأوله ونفخت األمــل كبالون كبير يراه الجميع، أطلقته على شكل برنامج شعاره «بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر»، وشارك كل في مجاله إلنجاح هذا البرنامج الوطني. الزميل القديم مصمم األزيـاء السعودي العاملي «يحيى البشري» والـذي ال تفوته شـاردة أو واردة في مجاله، من وهبته السماء قدرة العطاء واإلبداع والتفوق والقادر على القول والفعل، قـرر أن يكون ضمن من تفاعلوا مع هـذا البرنامج، فقام بتنفيذ وإهداء التصاميم الخاصة بفريق العمل واملشرفني على البرنامج والـذي يضم أكثر من 250 قضية بيئية لتربية األجيال القادمة تربية بيئية صحيحة وتطوير السلوكيات اإليجابية لألجيال الحالية للمحافظة على موارد الطبيعة وممتلكات الوطن... فعال ما جدوى الكنز إذا لم يجد له حافظًا!

* كاتب سعودي