السعوديون تراثهم بـ«قالب عاملي»؟
ال يــقــف الــقــامــوس اإليــطــالــي عــنــد ترجمة «أوبـــــرا» بـــ«بــذل الـجـهـد» بــل يـتـخـطـاه إلى «الــــعــــمــــل» لـــصـــهـــر فــــنــــون مـــســـرحـــيـــة عدة مـكـونـة «األوبــــرا» فـي الـعـام ،1600 لتكون نـتـاج مــحــاوالت األصــدقــاء «كـامـيـراتـا» في فلورنسا بعد أن كــان كــل منهم يسهم في العمل الفني املشترك في حدود تخصصه؛ ليكونوا بـاكـورة املزيج الــذي اعتبر الحقا أوبــرا أو مسرحية أوبـرالـيـة، التي تصحب أحـيـانـا بفن «الــجــوق السمفوني» املسمى «أوركـــــــســـــــتـــــــرا»، وتــــتــــكــــون مـــــن مجموعة عــازفــني لــــــألدوات املــوســيــقــيــة فــي املسارح تضم غالبًا ما يقارب 100 عـازف ملختلف اآلالت املوسيقية بشتى أنواعها. «العمل» أو «بـــذل الـجـهـد» فــي قــامــوس السعوديني ال يـتـوقـف، إذ وقــع وزيــر الثقافة واإلعالم الدكتور عـواد بن صالح العواد مع وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسني اتفاقية تعاون في مجاالت الثقافة واألدب والفنون وصناعة السينما واملسرح واملوسيقى في باريس أمس (اإلثنني)، وأوضحت الوزيرة الفرنسية للصحفيني بعد توقيع االتفاقات أنـــه «تـــم تـوقـيـع اتــفــاق مــع دار األوبـــــرا في بـــاريـــس ملــســاعــدة الــســعــوديــة عــلــى إنشاء أوركسترا وطنية ودار لألوبرا». وتسابق اململكة الزمن لتكون محورًا عامليًا فـــي شــتــى مــنــاحــي الــحــيــاة وعـــلـــى رأسها الــثــقــافــة، فــمــن «الـــعـــرضـــة الــنــجــديــة» إلى «املجرور الطائفي» و«الخبيتي الحجازي» مـــــرورًا بـــ«الــخــطــوة الــعــســيــريــة» و«عرضة ورايــح بيشة» إلــى «الـقـزوعـي» و«الطارق» جنوب السعودية و«الدحة» شمالها، تزخر الثقافة الفنية السعودية بألوان فنية عريقة قـد تشكل فـي املستقبل مزيجا «أوبراليًا» فريدا بذائقة سعودية حديثة.